للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد طبخ فِيهِ الخشخاش فافعل وَرُبمَا وَجب أَن تجْعَل مَعَه حلبة لتعين فِي تسكين الوجع من جِهَة التَّحْلِيل وتحلّل أَيْضا وتزيل آفَة المخدر. فَأَما إِن كَانَت الْمَادَّة رقيقَة أكالة فَلَا بَأْس عِنْدِي بِاسْتِعْمَال الأفيون والمخدرات فَإِنَّهُ شِفَاء وَلَا يعقب وجعاً وَإِن كَانَ يجب أَن يعْتَقد أَنه من حَيْثُ يضر بالبصر مَكْرُوه وَلَكِن الأفيون فِيمَا حدث من الأوجاع عَن مَادَّة أكّالة لَيست ممددة شِفَاء عَاجل. وعلاج اللذع التغرية والتبريد والتلطيف وعلاج التمديد إرخاء الْعين والتحليل بِمَا نذْكر كلاّ فِي مَكَانَهُ وتقل الْمَادَّة. وَإِذا أزمنت الْعلَّة ففصد المأقين وفصد الشريان الَّذِي خلف الْأذن. وَيجب أَن يجْتَنب أَصْحَاب الرمد وَأَصْحَاب النَّوَازِل إِلَى الْعين - كَمَا. قُلْنَا مرَارًا - تدهين الرَّأْس وتقطير الدّهن فِي الْأذن. وَجُمْلَة العلاج للرمد كعلاج سَائِر الأورام من الردع أَولا والتحليل ثَانِيًا إِلَّا أَنه يَسْتَدْعِي لأجل الْعُضْو نَفسه فضل ترفق وَهُوَ أَن يكون مَا يقمع ويردع أَو يلطف ويحلّل ويجلو لَيْسَ بعنيف الْمَمَر مؤلم للحس مُحدث للخشونة وَذَلِكَ لَا يتم إِلَّا بِأَن يكون قبض مَا يردع معتدلاً ولذع مَا يحلل خفِيا بل الأولى أَن يكون فِي ذَلِك تجفيف بِلَا لذع وَأَن يكون مكسور العنف بِمَا يخلط من مثل بَيَاض الْبيض وَلبن الْمَرْأَة محلوباً على محك الشيافِ الَّذِي وَإِذا كَانَت الْمَادَّة قد استفرغت وَلم تسكّن الأوجاع فِي غَايَة العنف فَاسْتعْمل الشياف الْمَعْرُوف باليومي مخلوطاً بِمثل صفرَة الْبيض فَلَا يبعد أَن يبرأ العليل من يَوْمه وَيدخل الْحمام من مسائه وَيكون الَّذِي بَقِي تَحْلِيل لبَقيَّة مَادَّة بِمثل الشياف السنبلي وَرُبمَا أوجب الْوَقْت أَن يشمّمه من شياف الأصطفطيقان فِي الْيَوْم الأول شَيْئا يَسِيرا ويزيده فِي الْيَوْم الثَّانِي مِنْهُ فَيكون مَعَه الْبُرْء. فَإِذا اسْتَعْصَتْ الْمَادَّة فِي الرمد المتقادم على التَّحْلِيل فَرُبمَا احتجت إِلَى مثل عصارة قثّاء الْحمار وَغير ذَلِك مِمَّا أَنْت تعلم. معالجات الرمد الصفراوي والدموي والحمرة: التَّدْبِير الْمُشْتَرك لما كَانَ من الرمد مَا سَببه مَادَّة صفراوية أَو دموية الفصد والاستفراغ فَإِن كَانَ الدَّم دَمًا حاراً صفراوياً أَو كَانَ السَّبَب صفراء وَحدهَا نفع مَعَ الفصد الاستفراغ بطبيخ الهليلج وَرُبمَا جعل فِيهِ تَرَبد وَإِن كَانَ فِيهِ أدنى غلظ وَعلمت أَن الْمَادَّة متشربة فِي حجب الدِّمَاغ قوّيته بأيارج فيقرا وَرُبمَا اقْتصر فِي مثله على نَقِيع الصَّبْر. وَإِن كَانَ هُنَاكَ حرارة كَانَ المَاء الَّذِي ينقع فِيهِ مَاء الهندبا أَو مَاء الْمَطَر وَجَمِيع ذَلِك يجب أَن تبتدئ فِيهِ بتضميد الْعين بالمبرّدات من انعصارات مثل عصارة لِسَان الْحمل وعصارة ورق الْخلاف واللعابات وتقطيرها فِيهَا ثمَّ بَيَاض الْبيض بِلَبن الأتن ومفرداً ثمَّ الشياف الْأَبْيَض وَسَائِر الشيافات الَّتِي نذكرها فِي الروادع وَلَا يبلغ بهَا مبلغا تتكثِّف لَهُ الطَّبَقَات وتحتقن الْموَاد ويشتدّ الوجع. فَإِذا

<<  <  ج: ص:  >  >>