للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ارتدعت الْمَادَّة بالاستفراغ والجذب والرواح فتمرّج المنضجات ولتكن أَولا مخلوطة بالرواح ثمَّ تصرف ولتكن أَولا مرفقة مخلوطة بِمثل مَاء الْورْد. والألبان فِيهَا قُوَّة انضاج وَفِي لعاب بزر قطونا مَعَ الردع انضاج مّا ولعاب حبّ السفرجل أشدّ إنضاجاً مِنْهُ وَمَاء الحلبة جيد الإنضاج مسكّن للوجع وَهُوَ أول يبْدَأ بِهِ من المنضجات وَلَيْسَ فِيهِ جذب وَإِن احْتِيجَ إِلَى تَغْلِيظ شَيْء من ذَلِك فبالعابات أَو إِلَى تبريده فبالعصارات. وَقد جربت عصارة شَجَرَة تسمى باليونانية أطاطا وبالفارسية أَشك وَفِي ابْتِدَاء الرمد الْحَار وانتهائه فَكَانَ ملائماً بالخاصية القوية. وَقد تعقد هَذِه العصارات وَتحفظ ثمَّ يتخطّى أَمْثَال ذَلِك إِلَى طبيخ إكليل الْملك مدوفاً فِيهِ الأنزروت الْأَبْيَض خُصُوصا المربّى بألبان النِّسَاء والأتن وَإِذ أَخذ ينحطّ زِدْت فِي اسْتِعْمَال المحلّلات مِمَّا هُوَ أقوى كالأنزروت فِي مَاء الحلبة والرازيانج والتكميد بِمَاء طبخ فِيهِ الزَّعْفَرَان والمرّ واستعملت الحمّام إِن علمت أَن الدِّمَاغ نقي وسقيته بعد الطَّعَام الْقَلِيل بساعات شَيْئا من الشَّرَاب انْصَرف القويّ الْعَتِيق قَلِيل الْمِقْدَار. فَإِن استحم بعده بِمَاء حَار أَو كمد كَانَ ذَلِك أَنْفَع. وَاسْتعْمل أَيْضا الشيفات الْمَذْكُورَة الموصوفة فِي القراباذين لانحطاط الرمد وَآخره فَإِن كَانَت الْمَادَّة دموية حجمت بعد الفصد وأدمت دلك الْأَطْرَاف وشدها أَكثر مِمَّا فِي غَيرهَا واستعملت فِي أول الْأَمر العصارات الْمَذْكُورَة ثمَّ خلطت بهَا ألباب الْخبز ثمَّ نقعت ذَلِك الْخبز فِي الميبختج وخلطته بِهِ وَرُبمَا وَجب أَن يخلط بذلك قَلِيل أفيون إِذا اشتدّ الوجع فَإِن كَانَت الْمَادَّة الصفراوي استفرغت بعد الفصد بِمَا يخرج الصَّفْرَاء واستعملت الاستحمام بِالْمَاءِ العذب وَرُبمَا وَافق صبّ الْبَارِد مِنْهُ على الرَّأْس وَالْعين وَرُبمَا غسل الْوَجْه بِمَاء بَارِد مَعَ مزج قَلِيل مَعَ الخلّ فنفع. وَيجب أَن يكون فِي الصفراوي اجتراء على اسْتِعْمَال القابضات فِي الأول بِلَا إفراط أَيْضا وَيسْتَعْمل الشيافات القابضة محلولة فِي العصارات وَأما الْحمرَة من جملَة ذَلِك فَيجب أَن يسْتَعْمل عَلَيْهَا بعد الاستفراغ بالمسهّلات والحقن الضمّاد الْمُتَّخذ من قشور الرُّمَّان مطبوخة على الْجَمْر ومسحوقة بميبختج أَو عسل ويدام تكميدها بإسفنج حَار. والتضميد بدقيق الكرسنّة وَالْحِنْطَة مطبوخاً بشراب الْعَسَل أَو بِأَصْل السوسن المدقوق يَنْفَعهُ. وَيجب أَن يدام غسل الْعين بِاللَّبنِ ويدام تبريدها وترطيبها لَكِن الِاقْتِصَار على التبريدات مِمَّا يبطئ ويبلّد وَإِذا تحلّلت العلّة وَبقيت الْحمرَة ضمدت بصفرة الْبيض المشوية مسحوقة بزعفران وَعسل وَسَائِر مَا كتب للحمرة فِي القراباذين. معالجات الرمد الْبَارِد: وَأما الرمد الْكَائِن من الْأَسْبَاب الْبَارِدَة فَيجب أَن يستفرغ الْخَلْط الْبَارِد وَرُبمَا احْتِيجَ إِلَى التكرير مشروباً كَانَ أَو محتقناً أَو غرغرة وَأَن يكون أول العلاج بالرادعات الَّتِي لَيست بالباردة جدا وَلَكِن الَّتِي فِيهَا تلطيف مَا مثل المر والأنزروت. وَإِن اسْتعْملت شياف السنبل مَعَ بعض الْمِيَاه المعتدلة كَانَ صَالحا

<<  <  ج: ص:  >  >>