الوصول إلى المياه الدافئة؛ لأنه إذا ابتلع أفغانستان فلن يبقى بينه وبين المياه الدافئة في الخيلج العربي غير مائتي كيلو متر, يمكن أن يقطعها في ساعتين أو ثلاث ساعات بلوغًا إلى المياه الدافئة, وهذه موجودة في أرض باكستان.
الهدف الثالث:
الوصول إلى منابع البترول إمَّا في المنطقة العربية أو في إيران؛ فإيران هي الدولة الثانية من ناحية تصدير البترول, والمنطقة العربية هي المنطقة الأولى, وفيها ثلث مخزون البترول, ومن ثَمَّ فقد يتَّجه إلى إحداهما أو إلى كليهما؛ لأن بتروله سوف يجف عام ١٩٨٥م.
وإذا كان الاتحاد السوفيتي طامعًا في باكستان وإيران، فسوف يوجّه لهما بالتأكيد الضربة الثانية, أو بالتعبير الدارج: سوف يتعشَّى بهما بعد أن يتغذى بأفغانستان, فهل ينتظران في مكانهما حتى يحضر لأكلهما؟
إن الرجال يفضلون الموت في معركة عقيدة وشرف عن الموت على فراشهم, فلا نامت أعين الجبناء.
وعلى ذلك فالاستراتيجية الصحيحة للدفاع توجب مبادرة الدولتين الإسلاميتين إلى إخوانهم في أفغانستان، بل إلى خوض الحرب الحقيقية معهم قبل أن ينتهي الاتحاد السوفيتي من أفغانستان, ثم يتوجه لهما الواحدة تلو الأخرى, وفي القديم قالوا: أكلنا يوم أُكِلَ الثور الأبيض, وبهذه المناسبة فلنا عتاب مرير على كلٍّ من الدولتين.
فإيران: التي أرسلت متطوعين إلى لبنان، لم ترسل حتى الآن شيئًا إلى جارتها الملاصقة لها أفغانستان, وأظنَّ أن إسلام أفغانستان أقوى من إسلام لبنان, أوبعبارة أدق: إن المسلمين في أفغانستان أكثرية كبيرة عنهم في لبنان.