للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باكستان, يكون قد وصل إلى الخليج العربي أولًا، ويكون بحاجة إلى البترول ثانيًا، ويكون الخليج كله مرمى المدفع السوفيتي ثالثًا.

أمَّا إذا التهم إيران فقد يُقَالُ: إن عندها بترول, وسوف يكفي الاتحاد السوفيتي وكل طامع عنده نهم أشبه بنهم جنَّهم حين يُقَالُ لها: {هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيد} وما الذي يحول دون الاتحاد السوفيتي إذا وصل إلى مياه الخليج ألَّا يأخذ الخليج أو بعض الخليج, وفيه الذهب الأسود الذي يطمع فيه على ما يزيد عن حاجته من البترول، ويتولَّى هو التصدير إلى الدول الغربية, ويستفيد هو من المكسب العائد. قد يُقَالُ: إنه يخاف الصدام العسكري مع الولايات المتحدة, لكن ما نراه هو أنَّ الولايات المتحدة من بعد درس فيتنام تؤثِر عدم المخاطرة بقوتاتها خارج حدودها، كما أنها تكتفي إزاء عدوان الاتحاد السوفيتي بالاستنكار وبوسائل الرَّدْع غير الحربية، والاتحاد السوفيتي لا يهمه ذلك كله, ويستمر في وضع الولايات المتحدة الأمريكية أمام الأمر الواقع.

وهذا ما حدث من قبل في:

أنجولا، اليمن الجنوبية، أثيوبيا، ويحدث الآن في أفغانستان.

ويممن أن يحدث غدًا في إيران وباكستان، وفي الخليج ...

وعلى ذلك, فالخطر وارد بل داهم.

وواجب الاستراتيجية الصحيحة للدفاع يقتضينا المسارعة إلى نجدة إخواننا في أفغانستان قبل أن يصل الخطر إلينا قريبًا في دول الخليج.

وقد قلت في الكويت وفي دولة الإمارات العربية: أنفقوا من أموالكم قبل أن تنتزع أموالكم. أنفقوا من أرواحكم قبل أن تنتزع أرواحكم.

أشعلو جزءًا من البترول حرقًا للشيوعية والاتحاد السوفيتي, قبل أن يحضروا إليكم فيشعلوه حرقًا لكم ولحرماتكم ولأعراضكم ولأرواحكم.

<<  <   >  >>