إن الزحف التتري الأحمر بدأ ولن يتوقف، إلّا أن نستيقظ ونحاول نحن إيقافه بجهادنا بأموالنا وأنفسنا في سبيل الله، وما تركت أمة الجهاد إلّا ذُلَّت, هذا بالنسبة للخليج.
٤- قضية الأمة الإسلامية:
ونخرج من هذا بغير عناء أنَّ القضية بالدرجة الأولى قضية الأمة الإسلامية. أفغانستان فيها خط أول، وباكستان وإيران خط ثان، والخليج خط ثالث.
والأمة الإسلامية ينبغي أن تكون مع هذه الخطوط الثلاثة في كلِّ تحرُّكاتها وزحفها إمدادًا بالسلاح وإمدادًا بالرجال وإمدادًا بالمال.
القضية اليوم: أن توجد الأمة الإسلامية أو لا توجد.
ذلك أن الاستعمار الروسي الشرس لم يترك وطنًا احتلَّه من قبل كما فعل الاستعمار الغربي, وهو لا يكتفي بمصِّ دماء أهل البلد اقتصاديًّا, ولا بالسيطرة عليهم عسكريًّا وسياسيًّا، إنه لا يعرف غير الإبادة والاستيعاب.. يبيد البلد، يبيد دينه وعقديته وأهله, ولا يسمح بخلاص وطن من هذا الاستعمار البغيض، وأسألوا بولندا.. ماذا فعلوا فيها عام ١٩٥٦ حين تململت تريد الخلاص.
واسألوا تشيكوسلوفاكيا.. ماذ فعلوا عام ١٩٦٨ حين تملمت كذلك تريد الخلاص.
وأسألوا من قبلها جمهوريات المسلمين داخل الاتحاد السوفيتي, وهي تمثل تسعة أعشار الاتحاد السوفيتي, هل رجع منها شيء إلى المسلمين بعد نصف قرن من احتلال الروس لها؟
إن الاستعمار الروسي هو أقسى أنواع الاستعمار الاستيطاني وأشدها, أنه شبيه بالاستعمار اليهودي وربما أشدّ منه.