للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلتستيقظ الأمة الإسلامية, وليمت منها ربعها أو ثلثها في معركة شرف, بدلًا من أن تموت جميعًا على الفراش, فلا نامت أعين الجبناء.

أخيرًا هل هي قضية الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة؟

أمَّا الولايات المتحدة: فإن القضية -بكل تأكيد- تهمها.

لكننا لا نستطيع أن نتخلَّى عن الواجب ونقول: إن المعركة معركة الولايات المتحدة، إن المعركة معركتنا بالدرجة الأولى، ولا ينبغي أن نطلب من الولايات المتحدة أن تحارب معركتنا, لكننا نطلب منها إيجابيةً أكثر في مواجهة الغزو السوفيتي, وفي مجال الردع لا يكفي -لردع عدو غبي شرس كالاتحاد السوفيتي- بعض الإجراءات الثقافية والاقتصادية, أو حتَّى قطع العلاقات الدبلوماسية.

صحيح أن ذلك يؤثر, لكنه ليس التأثير الذي يوقف عدوًّا انطلق إلى هدف يريد أن يحققه على النحو الذي أشرنا.

ومن ثَمَّ فنحن ننتظر من الولايات المتحدة أن تتخذ إجراءات أشد قسوة, وإن كنَّا لا ننتظر منها أن تحارب معركتنا.

أما الأمم المتحدة: فحسبنا منها الشجب والاستنكار؛ لأنها لا تملك أكثر من ذلك, ولا تستطيع أكثر من ذلك.

وأخيرًا: بالنسبة للاتحاد السوفيتي:

مرَّت علاقات الاتحاد السوفيتي بالبلاد الإسلامية, سواء منها ما تحتله روسيا داخل أراضيها أو خارجها, مرت بمراحل عدة:

- فالمرحلة الأولى: عقب انتصار الثورة الشيوعية المشئومة عام ١٩١٧, كانت مرحلة "سحق" للبلاد الإسلامية المحيطة بروسيا، مارست فيها أقسى أنواع الاستعمار وأخسَّها، فقتلت من المسلمين الملايين سحقًا بالسلاح أو حصارًا وتجويعًا، وعلَّقت العلماء والرؤساء على أعواد المشانق ليكونوا عبرة لغيرهم, وتسامع الناس في العشرينات والثلاثينات بالغزو الفاجر لبلاد الإسلام في

<<  <   >  >>