للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تركستان ووإزبكستان وبشكريا وأذربيجان وكازاخستان, وقاوم المسلمون العُزَّل في مواجهة الزحف المدعَّم بأثقل السلاح, ودافع أحفاد البخاري ومسلم عن ميراث -محمد عليه الصلاة والسلام, واستمرَّ جهاد بعض المناطق عشر سنوات بغير انقطاع، والشيوعية المستعمرة الزاحفة لا تمل ولا تتراجع ولا تستحي، وأصوات المسلمين يسمع صداها داخل الستار الحديدي, ولا تجاوزه أنينًا وصراخًا وحشرجةً, والذين استطاعوا الفرار من الجحيم الروسي يحكون عن إجرام الروس وبشاعتهم وخِسَّتهم ما هو أقرب إلى الخيال أو أغرب من الخيال.

وبرغم المقاومة العنيفة التي دامت سنوات، فلقد استطاع الروس بكل وسائل الاستعمار التقليدي, وبما هو أشد منها قسوة وضراوة, أن يضمَّ إلى أراضيه تسعة أمثالها من أراضي المسلمين.

أما المرحلة الثانية:

فقد جاءت بعد الحرب العالمية الثانية, حين حاول الاستعمار الشيوعي أن يبثَّ الشيوعية كفكرة داخل العالم الإسلامي, فغطَّى على جرائمه السابقة ليتحدث عن جرائم الاستعمار الغربي، وليدغدغ عواطف أبناء العالم الإسلامي التوَّاقين إلى التحرُّر من احتلال بريطانيا وفرنسا وهولندا.

ضرب على هذا الوتر ليمنِّي الكثير من المستضعفين أنه الأمل للتحرر، وأن مبادئه هي النقمة على الإمبريالية والاستعمار. كل ذلك إلى جوار ما حمله من خداع المحرومين والمسحوقين اجتماعيًّا أنَّ الشيوعية أمل الإنقاذ من الفقر والبؤس والجوع, ورفع الصيحة الكاذبة إلى صاليك العالم:

يا صعاليك العالم اتحدوا, فأمامكم عالم تغنمونه, وليس في أيديكم ما تفقدونه سوى الأغلال، واستجاب لصعاليك روسيا كثير من الصعاليك.

بضعهم عمالة وخيانة لدينهم ووطنهم, والبعض الأخر انخداعًا بما رفع الاتحاد السوفيتي من شعارات العدالة الاجتماعية، والتحرُّر من الإمبريالية والاستعمار.

<<  <   >  >>