للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- ووجد الاتحاد السوفيتي في هذه المرحلة أنَّ العقيدة الإسلامية "تقف حجر عثرة في طريق انتشار المبادئ الشيوعية، ومن ثَمَّ أعلن "تكتيكًا جديدًا", هو معايشة المبادئ الإسلامية، بل والظهور بالشعائر الإسلامية خداعًا لجماهير المسلمين، فحرَّض كوادر الشيوعية وزعماءها على الظهور بمظهرٍ إسلامي بين المساجد يصلون، وعلى الأرض الطاهر يحجون أو يعتمرون، وهم يحملون في حناياهم الدمار لأمَّتهم ودينهم.

ونجح التكتيك الجديد في خداع واجتذاب البسطاء, وقالوا: لا بأس أن نتَّخذ الإسلام عقيدة، والشيوعية مذهبًا، حتى إنَّ أحدهم كتب إلى أحد زعماء الشيوعية يقول: "إلى الرجل الذي استطاع في وقت واحد أن يجمع بين الشيوعية والإسلام".

- ومارس الاتحاد السوفيتي في نفس الوقت اللعبة التِي مارستها بنجاح الولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية الخمسينات "لعبة الانقلابات العسكرية", بلوغًا إلى التغيير من القمة بدلًا من انتظار التغيير من القاعدة، فلذلك أيسر وأقل تكلفة، ثم هو يوقِّر جيوش الاحتلال وأمواله، وردود فعله الدينية والوطنية والعصبية.

وتسامع الناس أن الشيوعية التي تتحدث عن الثورة الشعبية "أو ثورة البروليتاريا" قبلت بثورة العساكر؛ ليتغير النظام بأقل ضحايا إلى نظام شيوعي يسير في فللك روسيا ويحقق لها الأهداف المنشودة.

ورضي العساكر المتقلِّبون أن يكونوا -كأخوة لهم سبقوا- خدَّامًا للاستعمار الجديد، خوَّانًا لدينهم وأوطانهم، بل رضوا أن يكونوا أحذية تلبسها القوة الكبرى وتغيرها إذا "بليت", أو حتى إذا لم تبلى وأرتأى اللابسون التغيير.

ولم تعتبر الأحذية الجديدة بمصير الأحذية القديمة, ما دامت تنال شرف أن تلبسها الأقدام "العظيمة", وما دامت تنال شيئًا من عرض الحياة الدنيا منصبًا أو مالًا أو جاهًا.

<<  <   >  >>