للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقيت الأحذية الجديدة مصير الأحذية القديمة, فما بكت عليهم السماء والأرض, بل ما بكاهم يوم سقوطهم أحد.

وانتهت هذه المرحلة بمظاهرها المخلفة بالتخطيط الجديد للمرحلة الثالثة.

المرحلة الثالثة: رجعية الاستعمار الروسي

بدأت هذه المرحلة في ملامحها كمؤشرات بغزو بولندا عام ١٩٥٦, ثم بغزو تشيكوسلوفاكيا عام ١٩٦٨, لكن الاتحاد السوفيتي كان يجد المبرر والدفاع. إن هذه دول شيوعية, وإن ما يحدث فيه ردة عن النظام الشيوعي, وإنها تريد أن تحقق الأمن باعتبارها الدولة الأم, ثم هي لا تعدم بعد ذلك اتفاقات,

لكن المرحلة اتضحت بعد الغزو الأخير لأفغانستان في ظلِّ تمثيلية مضحكة؛ إذ تدَّعي أنَّ حكومة البلاد طلبت العون, فاستجابت روسيا وفاءً لمعاهدة الصداقة والتعاون المعقودة بين البلدين؟

وتساءل الناس:

من الذي طلب العون؟ الرئيس الذي أُعْدِمَ بعد العون، أم الرئيس الذي لم يكن موجودًا وقت تدفق العون؟

ويظن الاتحاد السوفيتي أنه كسب أو يكسب بهذا التدخل, فهو يستطيع في ظنه أن يكبت المقاومة التي عجز عنها عملاؤه "محمد داود, محمد نور تراقي, حفيظ الله أمين".

وهو في ظنه سوف يمنع إمكان انتقال العدوى إلى مسلمي الاتحاد السوفيتي فيما لو قُدِّر للمجاهدين الانتصار.

وهو في ظنه قد يجاوز أرض أفغانستان إلى أرض باكستان ليكون له منفذ

<<  <   >  >>