المحلين مع التجار المسلمين، بل مشاركتهم في كثير من أنشطتهم التجارية.
ويؤكِّد على ذلك أن التجار المسلمين كانوا قادرين على إحياء أو خنق أي ميناء بحري١.
هـ- ومن قائل بالنظرية العقائدية:
ويشير أصحاب هذا الرأي إلى ما للإسلام من ذاتية داخلية، وما له من تأثير عقيدي في النفوس، وإلى أنه -وإن لم تطبق الشريعة الإسلامية في ماليزيا "وهي تشمل: جاوة, إندونيسيا, عذراء ماليزيا" تطبيقًا كاملًا شاملًا, إلّا أنها بقيت المثل الأعلى، وأن المذهب الشافعي الذي ساد هناك هو نسبيًّا أكثر صلابة في موقفه المعارض للعادات الجاهلية.
ويمكن أن نضيف إلى هذه النظرية نظرية أخرى سردت تحت اسم النظرية الصليبيبة؛ إذ يذهب أصحابها إلى أن انتشار الإسلام كان من رد فعل لمحاولة الصليبية السيطرة على تلك المنطقة, وأنه بذلك يُعَدُّ لونًا من استمرار الحروب الصليبية التي بدأت في المنطقة العربية، ثم انتقلت إلى الأندلس، ثم عرجت على جنوب شرق آسيا.
وإذ نجعل هذه النظرية العقائدية, فإنَّ ذلك بالنظر إلى رد الفعل العقائدي لدى المسلمين نتيجة الغزو الصليبي الآثم لبلاد المسلمين، بينما الذين يسمونها بالصليبية ينظرون إلى الفعل نفسه لا إلى رد الفعل، والنظر إلى رد الفعل أصوب؛ إذ هو السبب المباشر لانتشار الإسلام.
وبهذه النظريات يجري تصوير الطريق الذي دخل به الإسلام إلى هذا الجزء العزير من الوطن الإسلامي.
وأيًّا كان خلاف المؤرخين، فإنهم مجمعون -كما قدمنا- على أن
١ ص١٠٦ من كتاب الإسلام في الشرق الأقصى, الدكتور قيصر أديب, عميد الكلية الجامعية, وأستاذ الفسلفة في جامعة الفلبين, وهو دراسة مقدَّمة في المؤتمر الثاني للمؤرخين الآسيويين الذي انعقد في تايبس -اب, سنة ١٩٦٢ Tome price مجلد٢, ص٢٣٩، ٢٤١.