للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصارت صناعة الزعيم اختراعًا أمريكيًّا اشتهرت به في لعبة الأمم والشعوب، قد يصاحبه تأييد عسكري انقلابي، أو تأييد حزبي أو شعبي حسب الظروف.

وقلَّدها فيه الاتحاد السوفيتي كذلك.

وجرى التنسيق بين القوَّتين زمن الوفاق الذي نجم بعد أن أوشك الصدام أن يقع في أزمة كوبا سنة ١٩٦٢, وإن توزعت الأدوار ما بين مؤيد ومعارض.

٢- صناعة الانقلابات:

وهي صناعة ابتدعتها في صورتها الحالية الولايات المتحدة الأمريكية منذ الخمسينيات, وقد تلتقي بها مع صناعة الزعيم، وقد تكتفي بزعيم واحد أو زعيمين تصنعهما, ثم تصنع من حولهما انقلابات مؤيدة ومعارضة تتوزَّع بينها الأدوار، وبالانقلاب العسكري تصير القوة العسكرية المحلية قوة مساندة للوضع الجديد، وبذلك تحلّ البزة الصفراء المحلية محلّ البزة الصفراء الأجنبية، حمايةً لنفس الغرض مع توفير خسائر المال والأرواح، وتجنُّب المقاومة أو المعارضة، وسحقها إن وجدت خسائر في جانب العدو المستفيد.

وللانقلاب العسكري ميزة أخرى:

إنه يأتي بأناس مجهول الهوية، وأحيانًا مجهولي النسب، ويصعب على الناس تتبّع هوياتهم وتتبع أنسابهم، ومن ثَمَّ فلا بأس أن يجلس على رأس شعب مسلم من له نسب باليهود، أو مصاهرة بالنصارى، أو يجمع بين الصنفين؛ ليحقق الوطنية بين الأديان الثلاثة١.


١ راجع مورو بيرجر: العالم العربي اليوم, صفحات: ٣٠٦، ٣١٢، ٣١٤، ٣١٩، ٣٢٠، ٣٢٣، ٣٢٤، ٣٢٦، ٣٣١، ٣٤٠، ٣٤٨.
ومايلز كوبلاند: لعبة الأمم, ص٤٩، ٥٨.
ومقدمة كتاب "الدبلوماسية والمكيافيلية في العلاقات العربية الأمريكية: دكتور محمد صادق, وهو اسم مستعار لكاتب مسلم اضَّطر لإخفاء اسمه إبَّان محنة الإسلام الكبرى في مصر.

<<  <   >  >>