إنها أولًا تشغل الشعوب الساذجة الجوعى إلى المثل، العطشى إلى ما يحقق وجودها ويجعل الأمر بيدها.
وإنها ثانيًا تبعد الشعوب العقائدية "مثل الشعوب الإسلامية" عن أن ترجع إلى إسلامها، فتصبح -مرة أخرى- قوة مهددة للصليبية وللصهيونية.
وهكذا أتيح للثورات الشعبية، والانقلابات العسكرية، أن ينحرف بها زعماؤها عن خط الإسلام، وأن يرفعوا من الشعارات ما يتاجرون به, وما يُبْعِدُون به الشعوب عن الإسلام، وأهمَّ هذه الشعارات حديثًا شعار القومية الاشتراكية:
بيد أنَّ الأمر لا يمنع من رفع شعار إسلامي، ما دام سيظل قاصرًا على دائرة الشعارات, على أنه في هذه الحالة يؤدي أكثر من مهمة:
إنه أولًا يمتص المشاعر والطاقات الإسلامية المتفجرة.
إنه ثانيًا يميِّعُها أو ينحرف بها, أو يعيشها على أمل التطبيق الذي لن يكون.
إنه ثالثًا يكسب التأييد لنفسه، ويحقق في الوقت نفسه آمال العدو وأغراضه، بشيء من البطء المحسوب الحركة المضمون النتيجة، وفي بلاد تطبق الإسلام تكون الخطوة الوسطى هي نقلها من التطبيق والالتزام، إلى دائرة الشعار بغير تطبيق, والإعلان والدعاية بغير الفحوى والمضمون؛ ليبدّلوا بعد ذلك نعمة الله كفرًا, ويحلوا قومهم دار البوار.
٤- ضرب الحركات الإسلامية:
تفجَّر في العالم الإسلامي بعد إلغاء الخلافة حركات إسلامية كثيرة، حملت أسماء عديدة، والتقى أكثرها على مفهوم الإسلام الشامل، بل وأشار بعضها إلى وجوب إعادة الخلافة, وإن تحفَّظت بأن دون ذلك خطوات وخطوات.