ألا يا قومنا ارتحلوا وسيروا ... فلو ترك القطا ليلاً لناما
وحكى صاحب العقد قال بينما معاوية جالس وعنده وجوه الناس إذا دخل رجل من أهل الشام فقام خطيبا وقال لعن الله عليا فأطرق الناس وفيهم الأحنف فقال الأحنف يا أمير المؤمنين القائل إن علم أن رضاك في لعن المرسلين لعنهم فاتق الله ودع عنك عليا فقد لقي ربه وأفرد بقبره وخلال بعمله وكان والله مبرورا في سبقه طاهر الثوب ميمون النقيبة عظيم المصيبة فقال له معاوية يا أحنف لقد أغضيت العين على القذى أما والله لتصعدن المنبر وتلعن عليا طوعا أو كرها فقال أن تعفني خير لك وإن تجبرني على ذلك فوالله لا تجدني شقيا به أبداً قال وما أنت قائل يا أحنف قال أحمد الله وأصلي على نبيه ثم أقول إن أمير المؤمنين أمرني أن ألعن عليا ومعاوية وعلى ما أقتتلا واختلفا وادعى كل واحد منهما أنه مبغيٌّ عليه فإذا دعوت فآمنوا رحمكم الله اللهم ألعن أنت وملائكتك وأنبياؤك وجميع خلقك الباغي منهما على صاحبه والعن الفئة الباغية آمنوا رحمكم الله يا معاوية لا أزيد على ذلك ولا أنقص ولو كان فيه ذهاب نفسي فقال معاوية إذاً أعفيتك انتهى.
وقال معاوية لعقيل إن علياً قطعك ووصلتك ولا يرضيني منك إلا أن تلعنه على المنبر قال افعل فصعد المنبر وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن أمير المؤمنين أمرني أن ألعن علياً فالعنوه عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين