يقل الرشيد رحمه الله بخلق القرآن فكان الأمر بين أخذ وترك إلى أن ولي المأمون فقال بخلق القرآن وبقي يقدم رجلا ويؤخر أخرى في الدعوة إلى ذلك، إلى أن قوي عزمه في السنة التي مات فيها وطلب الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، فأخبر في الطريق أنه توفي فبقي الإمام محبوساً بالرقة حتى بويع المعتصم فأحضر إلى بغداد وعقد له مجلس المناظرة وفيه عبد الرحمن بن إسحق، والقاضي أحمد بن أبي دؤاد وغيرهما فناظروه ثلاثة أيام فلم يقطع في بحث، وسفه أقوال الجميع فأمر به فضرب بالسياط إلى أن أغمي عليه ورمي على بارية وهو مغشي عليه ثم حمل وصار إلى منزله ولم يقل بخلق القرآن ومكث في السجن ثمانية وعشرين شهراً ولم يزل يحضر الجمعة ويفتي ويحدث حتى مات المعتصم وولي الواثق فأظهر ما أظهر من المحنة وقال للامام أحمد لا تجمعن إليك أحداً ولا تساكني في بلد أنا فيه، فاختفى الإمام أحمد لا يخرج إلى صلاة ولا غيرها، حتى مات الواثق وولي المتوكل، فأحضره وأكرمه وأطلق عليه مالا فلم يقبله وفرقه، وأجرى على أهله وولده في كل شهر أربعة آلاف درهم ولم تزل جارية إلى أن مات المتوكل، وفي أيامه