بعض الشهود كيسا مختوما ذكر أن فيه ألف دينار فلما حصل الكيس عند الشاهد وطالت غيبة ظن أنه قد مات فهم بانفاق المال وخشي من مجيء صاحبه ففتق الكيس من اسفله وأخذ الدنانير وجعل مكانها دراهم وأعاد الخياطة كما كانت فقدر أن الرجل حضر إلى واسط وطالب الشاهد بوديعته فأعطاه الكيس بختمه فلما حصل في منزله فض ختمه فإذا في الكيس دراهم فرجع إلى الشاهد وقال له أردد علي مالي فإني أودعتك دنانير والذي وجدت دراهم فأنكر فاستدعى عليه إلى القاضي المتقدم ذكره فلما حضرا بين يديه قال الحاكم للمستودع منذ كم أودعك الكيس قال منذ خمس عشرة سنة فقال القاضي لصاحب الكيس أحضر لي الدراهم فأحضرها فقال القاضي للشهود اعتبروا تواريخ الدراهم فقرأوا سككها فإذا منها ما له سنتان وثلاث سنين ونحو ذلك فأمره أن يدفع له الدنانير فدفعها وعزله القاضي وأطاف به البلد واسقطه.
ومثله بل أغرب منه أن رجلا استودع رجلا مالا ثم طلبه فجحده فخاصمه إلى إياس وقال المدعي أني أطالبه بمال أودعته إياه وقدره كذا وكذا فقال له إياس ومن حضرك قال كان رب العزة حاضرا قال دفعته إليه في أي مكان قال في موضع كذا قال فاي شيء تعهده من ذلك الموضع قال شجرة عظيمة قال فانطلق إلى الموضع وانظر إلى الشجرة لعل الله يظهر لك علامة يتبين بها حقك أو لعلك