لقلت له حنثت فقال له ابن الديناري أعزك الله ولم صارا أحمقين قال لأنهما خالفا الصادقين.
أما الصادق الأول فعيسى عليه السلام قال للنصارى إني عبد الله وقال أن اعبدوا الله فقالوا لا وعبدوه جهلا وحمقا. والصادق الثاني الإمام علي رضي الله عنه فإنه قال عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال عن أبي بكر وعمر هذان سيدا كهول أهل الجنة والرافضة يسبونهما.
ومن المنقول عن حمق النساء أن الأمين لما حوصر قال لجاريته غني فغنت:
أبكى فراقهُمُ عيني فأرّقها ... إن التفرّق للأحباب نكباء
فقال لعنك الله أما تعرفين غير هذا فغنَّت:
وما اختلف الليل والنهار ولا ... دارت نجوم السماء في فلك
إلا لينتقل السلطان من ملكٍ ... قد غيب تحت الثرى إلى ملك
فقال لها قومي فقامت فعثرت بقدح بلور فكسرته فقال قائل قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ولما قتله المأمون دخل على زبيدة ليعزيها به فقالت إن أردت أن تسليني فتغدّ عندي فتغدى عندها فأخرجت له من جواري الأمين من تغنيه فغنت:
هم قتلوه كي يكونوا مكانه ... كما غدرت يوماً بكسرى مرازبه
فوثب المأمون مغضبا فقالت له زبيدة أحرمني الله أجره إن كنت دسسته إليها أو لقنتها فصدقها وإنصرف.
ومن ذلك أن المعتصم لما فرغ من بناء قصر له أدخل الناس عليه فاستأذن إسحق بن إبراهيم في الإنشاد فأذن له فأنشد: