للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فضاق بهم الخناق واشتد بهما الحال في عدم ما يقتاتان به فقال لها قد ترين ما قد صرنا إليه من هذه الحالة السيئة ووالله لموتي وأنت معي أحسن وأهون علي مما أذكره لك فإن رأيت أن أبيعك لمن يحسن إليك ويغسل عنك ما أنت فيه وأنفرج أنا بما لعله يصير إليَّ من الثمن ولعلك تحصلين عند من تتوصلين إلى نفعي معه فقالت والله لموتي على تلك الحالة معك آثر عندي من أنتقالي إلى غيرك ولو كان خليفة ولكن أصنع ما بدا لك قال: فخرج وعرضها للبيع فأشار عليه أحد أصدقائه ممن له رأي أن يحملها إلى ابن معمر أمير العراق فحلمها إليها فلما عرضت عليها استحسنها فقال لمولاها كم كان شراؤها عليك قال مائة ألف درهم وقد أنفقت عليها مالاً كثيراً حتى صارت في رتبة الأستاذين قال أما ما أنفقت عليها فغير محتسب لك به لأنك أنفقته في لذاتك وأما ثمنها فقد أمرنا لك بمائة ألف درهم وعشرة أسفاط من الثياب وعشرة رؤوس من الخيل وعشرة رؤوس من الرقيق أرضيت قال نعم أرضى الله الأمير فأمر بالمال فأحضر وأمر قهرمانة بإدخال الجارية إلى الحرم فأمسكت بجانب الستر وبكت وقالت:

هنيئاً لك المالُ الذي قد أفدتهُ ... ولم تُبقِ في كفَّيَّ غير التفكُّر

أقولُ لنفسي وهي في كرباتها ... أقليِّ فقد بان الحبيبُ أو أكثري

إذا لم يكن للأمر عندكِ موضعٌ ... ولم تجدي بدًّا من الصبر فاصبري

<<  <  ج: ص:  >  >>