فدعاه وقال أنت أبو ليلى قال نعم ومعك كتاب تبع الأول قال نعم فبقي أبو ليلى متفكراً وقال في نفسه إن هذا من العجائب ثم قال له أبو ليلى من أنت فإني لست أعرفك وتوهم أنه ساحر وقال في وجهك أثر السحر فقال له بل أنا محمد رسول الله هات الكتاب فأخرجه ودفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم ودفعه إلى علي كرم الله وجهه فقرأه عليه فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم كلام تبع قال مرحباً بالأخ الصالح ثلاث مرات ثم أمر أبا ليلى بالرجوع إلى المدينة ليبشرهم بقدومه عليهم.
وقال أبو عبد الله منحمد القرطبي نور الله ضريحه ما ذكرت هذا الخبر وإن كان فيه طول إلاّ لما احتوى عليه من فضل مكة والمدينة والتصديق بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم قبل أيجاده بالف عام.
ومن لطائف ما نقلته من كتاب الاعلام للقرطبي ما أورده من مسند أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل إذا تداينتهم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه إلى آخر الآية إن أول من جحد الدين آدم عليه السلام لأنه لما أراه الله تعالى ذريته رأى فيهم رجلاً أزهر ساطع النور فقال يا رب من هذا قال ابنك داود قال يا رب فما عمره قال ستون سنة قال