تعالى ووجدك ضالاً فهدى أقوالاً ذكرت في أحكام مخارج القرآن أحسنها ما ذكره بعض المتكلمين إن العرب كانت إذا وجدت شجرة منفردة في فلاة من الأرض لا شجر معها سموها ضالة فيهتدى بها على الطريق فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ووجدك ضالاً فهدى أي وجدتك لا أحد على دينك فهديت بك الخلق إليّ.
قلت قد تقدم الكلام في سعادة العباس ابن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم وما نال بالإسلام من العز قول النبي صلى الله عليه وسلم إن الخلافة في عقبك إلى يوم القيامة وتقدم ذكر شقوة عمه أبي طالب بالشرك مع حمايته ورعايته لجانب النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي تقدم قوله مشيراً إلى قريش في خطابه إلى النبي صلى الله عليه وسلم:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم ... حتى أوسد في التّراب دفينا
قال السهيلي نور الله ضريحه في الروض الأنف هذا من باب النظر في حكمة الله.
ونقل في الروض الأنف أيضا عن هشام بن السائب أن أبا طالب لما حضرته الوفاة جمع وجوه قريش وقال لهم إنكم صفوة الله من خلقه وقلب العرب وفيكم السيد المطاع وفيكم المتقدم الشجاع والواسع الباع لم تتركوا للعرب في المآثر نصيباً إلا أحرزتموه