الخوف فلما كان يوم الحادي عشر أشرفت عليهم راية أبي عبيدة وخالد عن يمينه وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن يساره فضج الناس ضجة عظيمة بالتهليل والتكبير فوقع الرعب في أهل بيت المقدس فاجتمعوا بقمامة وهي البيعة المعظمة عندهم فلما وقفوا بين يدي البطرك قال لهم ما هذه الضجة التي أسمع قالوا يا أبانا قد قدم أمير المؤمنين ببقية المسلمين فلما سمع البطرك منهم ذلك انخطف لونه وتغير وجهه وقال أنا وجدنا في علمنا الذي ورثناه إن الذي يفتح الأرض هو الرجل الأحمر صاحب نبيهم محمد فإن كان قدم عليكم فلا سبيل إلى قتاله ولابد أن أشرف عليه وأنظر إلى صفته فإن كان هو أجبته إلى ما يريد وإن كان غيره فلا بأس عليكم ثم وثب قائما والقسس والرهبان والشمامسة من حوله وقد رفعوا الصلبان على رأسه فصعدوا إلى السور إلى أن ورد أبو عبيدة رضي الله عنه فناداهم رجل من الروم بإذن البطرك يا معاشر المسلمين كفوا على القتال حتى نسألكم فأمسك المسلمون عنهم فناداهم الرجل بلسان عربي أعلموا أن الرجل الذي يفتح بلدتنا هذه وجميع الأرض صفته عندنا فإن كانت في أميركم لم نقاتلكم بل نسلم إليكم وإن لم تكن هذه صفته فلا نسلم إليكم أبداً فأعلم المسلمون أبا عبيدة بذلك فخرج أبو عبيدة