وليس قولك من هذا بضائره ... فالعرب تعرف من أنكرت والعجم
فحسبه هشام ثم أطلقه فوجه إليه علي بن الحسين عشرة آلاف درهم وقال أعذرنا يا أبا فراس فلوا كان معنا في هذا الوقت أكثر من هذا لوصلناك به فردها الفرزدق وقال ما قلت ما كان إلا الله فقال له علي بن الحسين قد رأى الله مكانك ولكننا أهل بيت إذا أنفذنا شيئاً لم نرجع فيه وأقسم عليه فقبلها.
ومن غالي جواهر العقد لابن عبد ربه قال يزيد حدثني أبي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قدم من المدينة إلى الشام على حمار فتلقاه معاوية في موكب نبيل فأعرض عنه عمر فجعل يمشي إلى جنبه راجلاً فقال له عبد الرحمن بن عوف أتعبت الرجل فأقبل عليه وقال يا معاوية أنت صاحب الموكب مع ما بلغني من وقوف ذوي الحاجات ببابك قال نعم يا أمير المؤمنين قال ولم ذلك قال لأنا في بلاد لا تمنع من الجواسيس ولا بد لهم ما يروعهم من هيبة السلطان فإن أمرتني بذلك أقمت عليه وإن نهيتني عنه انتهيت قال إن كان الذي قلت حقاً فإنه رأي أريب وإن كان باطلاً فإنها خدعة أديب فلا آمرك ولا أنهاك عنه.
ومن لطائف معاوية أنه كان لعبد الله بن الزبير أرض قريبة لأرض معاوية فيها عبيد له من الزنوج ويعمرونها فدخلوا