تحلَّى به رشدي وأثرتْ به يدي ... وفاض به ثمدي وأورى به زندي
الثالث المتوازي وهو أن تتفق اللفظة الأخيرة من القرينة مع نظيرتها في الوزن والروي كقوله تعالى فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة.
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أعط منفقا خلفاً وأعط ممسكاً تلفا.
ومنه قول الحريري في المقامات: وأودى بي الناطق والصامت ورثى لي الحاسد والشامات انتهى.
القسم الرابع السجع المشطر وهو أن يكون لكل نصف من البيت قافيتان مغايرتان لقافيتي النصف الآخر ولكن هذا القسم مختص بالنظم كقول أبي تمام يمدح أمير المؤمنين المعتصم رحمهما الله تعالى:
تدبير معتصمٍ بالله منتقمٍ ... لله مرتقبٍ في الله مرتغبِ
انتهى باب السجع قلت وقالت علياء هذا الفن إن قصر الفقرات في الإنشاء يدل على قوة المنشىء وأقل ما تكون من كلمتين كقوله تعالى يا أيها المدثر قم فانذر وربك فكبر وثيابك فطهر وأمثال ذلك كثيرة في الكتاب العزيز لكن الزائد على ذلك هو الأكثر.
وكان بديع الزمان يكثر من ذلك كقوله: كميت نهدٌ كأنّ راكبه في مهد يلطم الأرض بزبر وينزل من السماء بخبر لكن قالوا التذاذ السامع بما زاد على ذلك أكثر