الجارية يخطبها فقالت يا سيدي كيف وبما أيمانك فقال أحلف بكل شيء حلفت به من الصدقة والعتق وغيرهما إلا تزوجتك فتزوجها وحجَّ ماشياً ليمينه وشغف بها أكثر من أخيه حتى كانت تنام فيضجع رأسها في حجره ولا يتحرك حتى تنتبه فبينما هي ذات ليلة نائمة غذ انتبهت فزعة فقال لها مالك قالت رأيت أخاك في المنام الساعة وهو يقول:
أخلفتِ وعدك بعدما ... جاورتُ سكان المقابرْ
ونسيتني وحنثت في ... أيمانك الكذب الفواجر
فظللت في أهل البلاد ... وعدت في الحور الغرائر
ونكحت غادرةً أخي ... صدق الذي سمّاك غادر
لا يهنك الألف الجديد ... ولا تدرّ عنك الدوائر
ولحقت بي قبل الصَّباح ... وصرتِ حيث غدوت صائر
والله يا أمير المؤمنين فكأنها مكتوبة في قلبي ما نسيت منها كلمة فقال الرشيد هذه أضغاث أحلام فقالت كلا والله ما أملك نفسي وما زالت ترتعد حتى ماتت بعد ساعة.
وحكى ابن أبي حجلة في كتابه سلوك السنن إلى وصف السكن أخبرني شمس الدين محمد بن فراج