دع عنك لومي فأن اللومَ إغراءُ ... وداوني بالتي كانت هي الداءُ
فأسفر حينئذ وجه حامد وقال لابن عيسى ما ضرك يا بارد أن تجيب ببعض ما أجاب به مولانا قاضي القضاة؟ وقد استظهر في جواب المسألة بقول الله تعالى أولاً، ثم بقول النبي صلى الله عليه وسلم ثانياً وأدى المعنى وخرج من العهدة فكان خجل ابن عيسى أكثر من خجل حامد لما ابتدأ بالمسألة، انتهى.
ويضارع هذه الحكاية في لين بعض القضاة المتقشفين وإذعانهم مع الزهد والتقشف للمستفتين، ما نقلته من درة الغواص للحريري أيضاً، قال: اجتمع قوم على شراب فتغنى مغنيهم بشعر حسان:
إن التي ناولتني فرددتُها ... قُتِلتْ قتلتَ فهاتها لم تُقتلِ
كلتاهما حلب العصير فعاطني ... بزجاجةٍ أرخاهما للمفصلِ
فقال بعضهم امرأتي طالق، إن لم أسأل الليلة عبيد الله بن الحسن القاضي عن علة هذا الشعر كيف قال إن التي فوحد