للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فاستعملي الرفق في تأنيبه بدلاً ... من عنفه فهو مُضنى القلب موجعُهُ

قد كان مضطلعاً بالبين يحمله ... فضُلِّعت بخطوب البيت أضلعُه

يكفيه من لوعة التفنيد أنَّ له ... من النَّوى كلَّ يومٍ ما يروِّعُهُ

ما آبَ من سفرٍ إلاَّ وأزعجَهُ ... رأيٌ إلى سفرٍ بالرغم يتبعُهُ

كأنّما هو في حِلٍّ ومُرتحَلٍ ... موكّلٌ بفضاء الأرض يذرعه

إذا الزماع أراه بالرحيل غنىً ... ولو إلى السدّ أضحى وهو يزمعه

تأبى المطامع إلاّ أنْ تجشّمه ... للرزق كدًّا وكم ممّن يودعه

وما مجاهدةُ الإنسان واصلةٌ ... رزقاً ولا دِعةُ الإنسان تقطعه

والله قسّم بين الناس رزقَهُمُ ... لم يخلقِ الله مخلوقاً يضيّعه

مسترزقاً وسوى الغايات تقنعه

لكنّهم ملؤوا حرصاً فلست ترى ... بغيٌ إلا إنّ بغيَ المرءِ يصرعه

والحرص في المء والارزاق قد قسمت ... بغي الا ان بغي المرء يصرعه

والدهرُ يعطي الفتى ما ليس يطلُبُهُ ... حقّاً ويطعمُهُ من حيث يمنعه

أستودع الله في بغداد لي قمراً ... بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه

ودّعته وبودّي لو يودّعني ... طيبُ الحياة وأنيّ لا أودعه

<<  <  ج: ص:  >  >>