للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلة البحوث الأثرية التي جريت فيها قلة نسبية، إلى أن أخذت الدولة السعودية، ودول الخليج العربي، تولي هذه البحوث عناية طيبة خلال العقود الأخيرة.

شدة اتساع أرضها الذي كان من عوائق اجتماع سكانها القدماء قبل الإسلام في دولة كبيرة واحدة تستطيع أن تيقيم تنظيمات متستقرة ومنشآت كبيرة، أو تعمل على تدوين أخبارها فى نصوص كبيرة متصلة.

قلة مواردها الطبيعية القديمة قلة نسبية لم تسمح لجموعها بأن يقيموا غير منشأة صغيرة لم تستطع مغالبة عوادي الزمن إلا فى الشمال الغربي.

عدم احتفال أهل العصور الإسلامية المتعاقبة إلى ما قبل العهود الحديثة برعاية الآثار القديمة في البلاد التي نشأ الإسلام فيها. نتيجة لاختلاف عقائدها عن ديانة التوحيد، ونتيجة لما وجدوه من صعوبة فى معرفة أغراضها الحقيقية وصعوبة قراءة نصوصها قراءة صحية.

وزاد حظ المناطق الجنوبية القديمة من شبه الجزيرة العربية من هذين المصدرين، أي من الآثار والنصوص الباقية، نتيجة لستة أسباب، وهي:

ظهور الكتابة فيها في وقت مبكر نسبيًا مما ساعد على وفرة نصوصها المكتوبة وفرة نسبية وقدم عهدها قدمًا نسبيًا أيضًا.

بعدها النسبي عن مركز نشأة الدعوة الإسلامية في الشمال الغربي مما ساعد على بقاء بعض آثارها الظاهرة ونصوصها القديمة إلى الآن نظرًا لتجاوز العصور الإسلامية المتتابعة عن إزالتها.

تعدد الفواصل الطبيعية في أرضها مما عمل على تجميع أعداد متاجنسة من سكانها فى دولة سياسية واضحة الحدود والمعالم اهتمت بتدوين أخبارها وعملت كل منها على تمييز إنتاجها الحضاري ما استطاعت.

سخاء بيئتها الطبيعية القديمة سخاء نسبيًا مما يسر استقرار دولها وطول أمد عهودها وكثرة منشآتها.

وفرة موارد تجارتها القديمة القائمة على الإنتاج الداخلي وعلى الوساطة الخارجية، مما شجع أهلها على أن يقيموا آثارًا ضخمة قاومت عوادي الزمن وبقي بعضها حتى الآن.

بدء أعمال البحث الأثري فيها في وقت مبكر نسبيًا من العصر الحديث. وعلى أية حال، فقد خضعت كل من آثار الجنوب والشمال والشرق والغرب في

<<  <   >  >>