العالم الإسلامي يعاني من سوء الأحوال ويتلمس الخلاص من نظام الخلافة التركية في عهودها المتأخرة.
وفي القرن الثاني عشر الهجري كان العالم الإسلامي وقعا تحت نفوذ ثلاث دول إسلامية هي:
١- الخلافة العثمانية السنية: في آسيا الصغرى وأجزاء مهمة من أوروبا ودول البلقان وشمال أفريقيا وكل البلاد العربية حتى بلاد فارس، وقد بلغت هذه الخلافة ذروة مجدها في القرن العاشر الهجري ثم أدركها الهرم ودب فيها الضعف ولم يأت القرن الثاني عشر الهجري حتى وصلت هذه الخلافة إلى مستوى متدن في القيادة السياسة والإدارة والأحوال الدينية والاجتماعية وظهر الظلم من الولاة للرعية والإهمال لأمور الدين والدنيا معا، وظهر الاستبداد في الحكم والتعسف في الأحكام، والضعف في الموارد المالية والعجز عن الإنفاق في مرافق الدولة المهمة وتأخر رواتب الجند وترك إدارة الأقاليم الإسلامية لولاتها حتى صارت الولايات مغانم تفرض بواسطتها الأتاوات والضرائب الجائزة وصارت الحياة فيها تسير بصورة غير مقبولة وغير صالحة للاستمرار بل ممهدة لحركات انفصالية بالأقاليم الإسلامية.
٢- الدولة الصفوية: في بلاد فارس حتى حدود الهند شرقا وإلى بحر قزوين شمالا وهي دولة شيعية ذات عداء متأصل مع الخلافة العثمانية التي تعتبر نفسها حاملة لواء المذهب السني وظلت على تلك الأراضي الشاسعة من العالم الإسلامي أكثر من مائة عام ثم انتهت على يد أمراء الأفغان الذين في أيديهم ما يزيد على خمسين عاما حتى قامت على أنقاضها الدولة الفاجارية سنة ١٢٠٣هـ، وقد مرت بفترات قوة عظيمة مكنتها من الصمود أمام الخلافة العثمانية في غرب العالم الإسلامي والدولة المغولية في الشرق ثم دب إليها الضعف كغيرها.
٣- الدولة المغولية: في شبه القارة الهندية بداء من عام ٩٠٩هـ وتعاقب عليها ملوك عظام أصحاب قوة عسكرية ضاربة ونفوذ سياسي بالغ الأهمية ومرت بفترة الفتوة