للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن هذا ما فعله الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود مع والي مكة عام ١١٨٤هـ الشريف أحمد بن الشريف سعيد إذ بعثنا إليه أحد علماء هذه الدعوة وهو الشيخ عبد العزيز الحصين وأرسلا معه كتابا جاء فيه بعد فقرات رقيقة: "ولما طلبتم من ناحيتنا طالب علم امتثلنا الأمر وهو واصل إليكم ويجلس في مجلس الشريف أعزه الله هو وعلماء مكة فإن اجتمعوا فالحمد لله على ذلك وإن اختلفوا أحضر الشريف كتبهم وكتب الحنابلة والواجب على الكل منا ومنكم أنه يقصد بعلمه وجه الله ونصرة رسوله كما قال الله تعالى {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ} الآية".وجاء في آخر الرسالة" وأحق الناس بذلك أولا هم أهل البيت الذين بعث الله منهم وشرفهم على أهل الأرض وأحق أهل البيت بذلك من كان من ذريته صلى الله عليه وسلم."١

وفي المقابل كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب على امتداد حياته يقابل الوفود القادمة إلي الدرعية من العلماء والوجهاء وأهل الفكر والرأي المطاعين في أقوامهم بين الحين والآخر فيأخذ منهم ويسمعون منه في مجال الدعوة والإصلاح.

فجاءت هذه الوسيلة من وسائل تحقيق المنهاج التربوي بعدا ثالثا له أهميته البالغة وأثره في تحقيق الغاية المرجوة.

٤- التعليم:

ومن وسائل تحقيق منهاج هذه الحركة الإصلاحية التعليم، والتعليم يتم في مستويين مختلفين هما:

١- وفق المنهاج العام المعد لعموم الناس وعامتهم متعلمين وأميين وغيرهم وهو منهاج بسيط وواضح ومختصر اقتصر فيه على أصول الدين ومستلزمات أداء فريضة الصلاة وأصول العبادات وهو ما أطلق عليه في هذه الدراسة المنهاج التربوي، وبواسطة التعليم لهذه الأصول والمبادئ العامة وتعاهد الناس بها


١ الرسالة ١٣ من القسم الخامس من الرسائل الشخصية للشيخ محمد بن عبد الوهاب ص ٣١٢.

<<  <   >  >>