تحقق بعد مهم لهذه الدعوة في أوساط الناس عامة ونشر لدعوتها وتشرب لفكرتها وإعطاء قدر عام مشترك من الثقافة الدينية الإلزامية.
ب- تعليم متقدم ذو صفة تخصصية يعد طلابه للقيام بالوظائف الدينية مثل القضاء والإفتاء والتوجيه العام وغيرها.
وهذا النوع المتخصص من التعليم يتم في المساجد على الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكبار تلاميذه كل في مجال تخصصه في دراسة منتظمة يومية على طريقة التعليم في حواضر العالم الإسلامي في زمن هذه الدعوة وما قبلها في مثل جامع الأزهر وغيره من مراكز التعليم الديني في العالم الإسلامي، وهو يتناول التفسير وعلوم القرآن والحديث الشريف والفقه وأصوله والتوحيد واللغة العربية والتاريخ والسير وغيرها من العلوم الإسلامية في الكتب المعتمدة في هذه المجالات.
وهو تعليم مبرمج يتدرج الطلبة فيه من البسيط إلى المركب، ومن القليل إلى الكثير، ومن المختصرات إلى المطولات. ويتفاوت الطلبة في التحصيل فيه تبعا لاجتهادهم وقدراتهم.
وهو يعتمد في دراسة أصول الدين والتوحيد على كتب السلف من أهل السنة والجماعة، ومنهم أئمة الاجتهاد في القرون المفضلة من الصحابة والتابعين والأئمة الذين اندرست مذاهبهم في الفقه مثل الأوزاعي وابن جرير الطبري وغيرهم ممن حفظت كتب الخلاف مذاهبهم أومن الأئمة الأربعة المتبوعين اليوم وهم الإمام أبي حنيفة والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد رحمهم الله جميعا ومن سلك طريقهم والإمامان الجليلان ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والإمام الطحاوي وابن قدامة وغيرهم من أئمة السلف. ويذمون علم الكلام ويرون أنه خلاف مذهب السلف في التوحيد.
وفي مجال التفسير تم الاعتماد على مدرسة التفسير بالأثر الذي يقوم على قمته ابن جرير الطبري وابن كثير والشوكاني وغيرهم من علماء التفسير في هذه المدرسة مع انتفاعهم بمناهج التفسير الأخرى.