للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي تعليم فروع الدين يقتصرون على كتب الفقه عند الحنابلة ويعظمون الدليل الشرعي ويرون وجوب الأخذ به وترك المذهب إذا ظهر الدليل على خلاف ما قرره ويدعون إلى الاجتهاد في الفقه للقادر عليه ومن توافرت له آلته ولا يرون بأسا في تقليد العامة أو المتعلمين الذين لم تتوافر فيهم أهليه الاجتهاد للمفتين في بلادهم.

والتعليم على مستويات للمبتدئين في كتب تناسبهم وللمتوسطين كذلك ما يناسبهم وللمهتمين دراسة في الكتب المطولة.

وهذا التعليم المتخصص من أهم الوسائل التربوية التي حققت لهذه الحركة فهما أعمق. واعتنت هذه الحركة بسد حاجتها من الدعاة والقضاة والمفتين والقيام على الوظائف الدينية وأعطت لهذه الدعوة عمقا علميا راسخا امتدت آثاره في الحياة وتتابع الناس على لأخذ به وتوسيع دائرة الانتفاع به وكان لطريقة التلقي في هذا التعليم وأخلاق شيوخه ومسلك العلماء في ظله ونظرة الناس لطلابه وجعلهم في محل الاقتداء أثره في القبول عند العامة والخاصة بما جعلها محل الاقتداء.

١- الكتب والمؤلفات:

لما كانت هذه الحركة الإصلاحية قد أحدثت ضجة في الأوساط العلمية داخل جزيرة العرب وخارجها كانت محتاجة إلى تأليف المؤلفات ونشر الكتب التي تخدم الدعوة في مجالات مختلفة ولأغراض متعددة، فقد كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب عدة كتب علمية في التفسير والحديث والتاريخ والتوحيد والفقه وغيرها. وكل هذه الكتب تتضافر في خدمة الهدف العام للدعوة وهو تحقيق التوحيد ونبذ الشرك ومحاربة البدع والعودة بالأمة الإسلامية إلى ما كان عليه السلف الصالح في صدر الإسلام.

ومن هذه الكتب والرسائل والمؤلفات ما كتب لعموم الناس بوجه خاص مثل ثلاثة الأصول وشروط الصلاة وآداب المشي إلى الصلاة والقواعد الأربع. ومنها ما كتب للتعليم في مجال التخصص مثل كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد وكتاب السيرة النبوية ومسائل الجاهلية ومجموعة الحديث ومختصر المقنع وغيرها.

<<  <   >  >>