عند طلوع شمس الإسلام كانت زعامة اليمامة وما حولها في يد هوذة بن على الحنفي وثمامة بن أثال الحنفي أيضا٠ وحين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مبعوثيه إلى الملوك يدعونهم إلى الإسلام كان مبعوثه صلى الله عليه وسلم سليط بن عمرو أحد بني عامر١ إلى ثمامة بن أثال وهوذة بن علي وكانا من أشد الملوك معارضة للإسلام في أول الأمر وتوفى هوذة على الكفر أما ثمامة بن أثال رضي الله عنه فقد أسلم وحسن إسلامه ٠
وفي عام الوفود قدم وفد بني حنيفة وأسلموا وأعلنوا الطاعة لله والمتابعة لرسوله صلى الله وسلم وحملوا الإسلام إلى قومهم فكانوا بذلك قوة للإسلام وأهله بالرجال والمال وكانت اليمامة وحاضرتها مشهورة بإنتاج الحبوب التي يمون الفائض عن حاجة أهلها أهل الحجاز.
غير أن مسيلمة الكذاب بما يحمله من طموحات في السيادة والملك وبما تمثله هذه المنطقة من قوة القبائل ومنعتها ووفرة المال والزاد أراد أن يستقل بها عن غيره فارتد عن الإسلام وادعي النبوة لنفسه وقاد فتنة عظيمة فجهز له الخليفة الأول أبو بكر رضي الله عنه الجيوش وعقد الألوية لقتال المرتدين في مختلف أنحاء جزيرة العرب. وكانت نهاية هذا المرتد وأنصاره على يد جيش بقيادة خالد بن الوليد، في معركة فاصلة استحر فيها القتل بقراء الصحابة رضي الله عنهم وقتل فيها خلق كثير من أتباعه حتى عرفت حديقة مسيلمة بحديقة الموت لكثرة من قتل فيها. وبالقضاء على هذه الفتنة بسطت الخلافة الإسلامية يدها الرحيمة على قلب جزيرة العرب وعنيت عناية خاصة بنشر الإسلام وتعليم الناس مبادئه وإقامة معالمه