المسلمين برهم وفاجرهم ووجوب ما لم يأمروا بمعصية أو يأتوا بكفر بواح ووجوب الصلاة خلفهم والجهاد معهم والصبر على مظالمهم وتحريم الخروج عليهم إلى آخر ما تضمنته عقيدة السلف في ذلك من قيود مشددة في باب الإمامة وقد سبق بيان عقيدة الشيخ محمد رحمه الله، هذا على سبيل الإيجاز في الفصل الثالث، مع كل ذلك لم أعثر على أي كلام للشيخ محمد رحمه الله في هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد يرد فيه على هذه المقولة أو يشرح فيها وجهة نظره في هذا الأمر. وأعتقد أن هذا من كمال فقهه وتمام عقله إذ أن مذهب السلف هو وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية أو يأتوا بكفر بواح عندهم فيه من الله برهان.
ومذهب السلف رحمهم الله في الإصلاح هو تربية العلماء العاملين وتكثير عددهم وقيامهم بواجب التعليم والتربية في صفوف المسلمين وتقديم النصيحة الصادقة والخالصة الجريئة لأئمة المسلمين وعامتهم، وربط الفرد بهذا الدين وتربيته على الصراحة وقول الحق ورفض الباطل وتقديم النصيحة في كل الأحوال والمواقف. فإذا صلح الأفراد وصار الشارع مسلما وتوافر العلماء العاملون المجاهرون بالحق المقدمون للنصيحة كان ذلك أكبر ضمان لسلامة الأمة والبعد عن ظلم الحكام وتحقيق استقامة الحياة وعدم إتاحة الفرصة لأهل الأهواء بإحداث الفوضى في الخلافة الإسلامية.١
والمسلمون اليوم مع بالغ الأسف يتخبطون في منهجهم السياسي فيأخذون بمذهب الشيعة تارة وبمذهب الخوارج تارة ويجمعون بينهما تارة أخرى من حيث يشعرون أو لا يشعرون
ذلك أن منهج الشيعة السياسي يقوم على المعارضة السياسية للخلافة وإمامها،
١ وأتباع مدرسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب منذ بدء حركة الإصلاح حتى اليوم لم يضعوا أنفسهم في موقف المعارضة بل كان موقفهم الناصح والمشير المساعد على الخير الصريح في الإنكار بأدب وفي سرية.