الممارسات القائمة في المجتمع مما يعد مخالفا للنصوص الشرعية ودعوة الناس إلى العدول عن كل مخالفة وإلا جاز أن يطلق على كل فعل من الأفعال الحكم الشرعي المناسب له حسب أدلة النصوص ومقتضياتها في ضوء فهم الصحابة رضي الله عنهم والتابعين وأتباعهم بإحسان إلى يوم دعوة الشيخ، فلما وجد إصرار من بعض العلماء والمطاوعة والأمراء وبعض العامة على معاداة الدعوة ومظاهرة أعدائها عليها، رتب على هذه الأفعال والمواقف والممارسات أحكاما شرعية وأصدر كتبه وفتاواه تنطق بهذه الأحكام فسمى الشرك باسمه والبدعة باسمها وكل قول أو فعل أو ممارسة أو موقف باسمه كذلك، وكانت هذه الأحكام في نظر المعارضين للدعوة أحكاما قاسية تصف بعض الأقوال والأفعال والتصرفات والمواقف بالشرك أو أنه ناقض من نواقض الإسلام، وتسمي بعض الأشخاص بالمشركين لما أظهروا الإصرار على دعوة غير الله مع الله ودعوة الناس إليه وتأييدهم في أفعالهم الشركية، كما وصفت بعض الأقوال والأفعال والتصرفات بالبدعة والمصرين عليها بالمبتدعة.
وبدأ الاختلاف مع دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وخصومها في اتجاهين رأسين هما:
١- مسائل علمية تتصل بالإيمان والتوحيد والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والتكفير والاجتهاد والتقليد ومناقشة الأدلة في ذلك كله.
٢- ممارسات عملية تتصل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود والجهاد والعدل في الميراث وهدم البناء على القبور وغيرها.
أما المسائل العلمية التي اختلف فيها خصوم الدعوة مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب فهي كثيرة وقد حددت لنا مؤلفات الشيخ محمد رحمه الله ورسائله الشخصية تارة وعلى شكل بحوث وقواعد عامة ليست موجهة لأحد بعينه ولكنها تناقش القضايا المختلف عليها بصورة غير مباشرة تارة أخرى ونود هنا قصر نقاط الاختلاف على الأمور التي صارت فيها مكاتبات شخصية في مسائل محدودة ومنها على سبيل المثال ما يلي: