للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فبدأ الشيخ رحمه الله بدعوة هؤلاء العامة من البوادي وأهل القرى فمنهم من أجاب وصلحت حاله، ومنهم من لم يرفع بهذه الدعوة رأسا ولم يعرها اهتماما، وظل يمارس ما كان عليه من أعمال مخالفة للتوحيد والإسلام. فلما أبان لهم الشيخ طريق الحق وأصروا على رفض الهدى وصف أعمالهم بالكفر، ووصف المعاندين والرافضين منهم بعد دعوته وإقامة الحجة عليهم بأنهم كفار. وأذن في قتالهم حتى يفيئوا إلى الدين ويلتزموا بمبادئه.

وقد وجدوا خصومه المعاصرين له في هذه الفتاوى فرصة للتأديب عليه ودعوة العامة ضده لأنه كفرهم واستحل قتالهم. وقالوا إنه لا يجوز تكفير المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويؤدي بعض فرائض الإسلام، ويحب الله ورسوله، ولكنه يجهل بعض الأحكام، وهو في حاجة إلى تعليم وتبصير.وتكفير من هذه حالهم وهم السواد الأعظم من المسلمين هو تكفير لعموم المسلمين وبدعة في الدين أحدثها الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليس معه عليها دليل ولم يقل بها أحد قبله , ولكن الشيخ رحمه الله أكد في هذا الموضع وفي مواضع أخرى أنه لا يكفر من كان جاهلا بالحكم ولا من تبلغه الدعوة ولم يعرف الإسلام ومستلزماته بل إن تكفير لا يكون إلا بعد التعليم والدعوة وإقامة الحجة فإذا أصر المدعو على أعمال كفرية جاز وصفه بما وصفته به الأدلة الشرعية حتى يعرف مقامه ويرتدع عن غيه وقال إن بعض البوادي وبعض أهل القرى وإن كانوا يؤمنون بالله ويشهدون أن لا إله إلا الله ويؤدون بعض شعائر الإسلام إلا أن لديهم أكثر من ناقض من نواقض الإسلام فجاز تكفيرهم وقتالهم يقول الشيخ رحمه الله: "وأما ما ذكر الأعداء عني أني أكفر بالظن وبالموالاة أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة فهذا بهتان عظيم يريدون به تنقير الناس عن دين الله ورسوله" ويقول رحمه الله: من المعلوم عند الخاص والعام ما عليه البوادي أو أكثرهم فإن كابر معاند لم يقدر على أن يقول إن يقول إن عنزه وآل الظفير وأمثالهم كلهم مشاهيرهم والاتباع أنهم مقرون بالبعث ولا يشكون فيه ولا يقدر أن يقول إنهم يقولون إن كتاب الله عند الحضر وإنهم عايفينه متبعون ما أحدث آباءهم مما يسمونه الحق ويفضلونه على شريعة الله، فإن كان للوضوء ثمانية نواقض

<<  <   >  >>