ففيهم من نواقض الإسلام من المائة ناقض. فلما بينت ما صرحت به آيات التنزيل، وعلمه الرسول صلى الله عليه وسلم أمته، وأجمع عليه العلماء من أن أنكر البعث أو شك فيه أو سب الشرع أو سب الأذان إذا سمعه أو فضل فراضة الطاغوت على حكم الله أو سب من زعم أن المرأة ترث أو أن الإنسان لا يؤخذ في القتل بجريرة أبيه وابنه إنه كافر مرتد قال علمائكم معلوم أن هذا حال البوادي لا ننكره ولكن يقولون لا إله إلا الله وهي تحميهم من الكفر ولو فعلوا كل ذلك. ومعلوم أن هؤلاء أولى وأظهر من يدخل في تقريركم فلما أظهرت تصديق الرسول فيما جاء به سبوني غاية المسبة وزعموا أني أكفر أهل الإسلام واستحل أموالهم. وصرحوا أنه لا يوجد في جزيرتنا رجل واحد كافر"١ ولم تكن هذه الفتاوى مجرد كلمات تلقى في الهواء ولكنها كانت كلمات توضع موضع التنفيذ في صورة تجمع وجهاد بالقلم واللسان والسنان حتى خضع الجميع لسلطان الدعوة وعمم التعليم وقام مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحكيم الكتاب والسنة في شئون الحياة كلها.
وكان الشيخ رحمه الله في كتبه ومؤلفاته متفوقا على خصومه فيما يثار ضده وضد دعوته وتتسم مواقفه بوضوح الرؤية والاستعداد العلمي والفهم الدقيق لما يدعو إليه وكان أكبر عون له عليهم أنه على الحق والأدلة الشرعية معه وإن كان واقع الناس ومألوفهم ضده مما جعل خصومه المحليين يطلبون من العلماء في الحرمين الشريفين والعراق والاحساء والشام وغيرهم مساعدتهم عليه والكتابة لهم ضده ولكن كفة الشيخ في هذه المعركة كانت راجحة فهو يخاطبهم بالدليل من الكتاب والسنة فلا يقبلون منه ويقولون لا يجوز لنا العمل بكلام الله ولا رسوله ولا بكلام المتقدمين من أهل المذاهب ولا نطيع إلا كتب المتأخرين من أصحاب المذاهب. فيخاطبهم رحمه الله بأن هذا الأمر مما تتفق عليه الأدلة الشرعية وكلام أهل العلم المتقدمين منهم والمتأخرين وأنا أحاج أصحاب المذاهب الإسلامية بكلام المتأخرين من أصحابهم. اسمعه رحمه الله تعالى يقول بعد أن ذكر لهم الأدلة الشرعية على صحة دعوته "قالوا
١ القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الرسائل الشخصية الرسالة رقم ٣ ص ٢٥، ٢٦ وانظر الرسالة رقم ٦ ص ٤١ والرسالة رقم ٤١ ص ٢٣٦.