للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القرآن لا يجوز العمل به لنا ولأمثالنا ولا بكلام الرسول صلى الله عليه وسلم ولا بكلام المتقدمين ولا نطيع إلا ما ذكره المتأخرون، قلت لهم: أنا أخاصم الحنفي بكلام المتأخرون من الحنفية والمالكي والشافعي والحنبلي كل أخاصمه بكتب المتأخرون من علماءهم الذين يعتمدون عليه. فلما أبوا ذلك نقلت لهم كلام العلماء من كل مذهب وذكرت ما قالوا بعد ما حدثت الدعوة عند القبور والنذر لها فعرفوا ذلك وتحققوه ولم يزدهم إلا نفورا"١ وتكرر هذا الكلام في أكثر من رسالة من رسائل الشيخ بل قال رحمه الله تعالى "وتأملوا ما جرى بيننا وبين أعداء الله نطلبهم دائما الرجوع إلى كتبهم التي بأيديهم في مسألة التكفير والقتال فلا يجيبوننا إلا بالشكوى عند الشيوخ وأمثالهم.

بعد هذه الخصومات العلمية والجدال الذي دار بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب وخصومه على بعض المظاهر القائمة في نجد وإنكار علماء عصره عليه وإصرارهم على التزيين للعامة ما هم عليه كبرا وعنادا، وصف المعاندين منهم بالكفر وبأعداء الدين وأهدر دماءهم، فزادهم دلك غضبا عليه وعنادا لدعوته وتأليبا للعامة على الشيخ ودعوته. يقول الشيخ في حق هؤلاء: "وأما التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسول صلى الله عليه وسلم ثم بعد ما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعادى من فعله فهذا هو الذي أكفره " ثم قال عن القتال:"ولكن قد نقاتل بعضهم على سبيل المقابلة {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} وكذلك من جاهر بسب دين الرسول بعد ما عرفه"٣ وهو يقصد المعارضة وفي مقدمتها العلماء المعاصرين له المعارضين لدعوته والمزينين للعامة ما هم عليه هذا من جهة الشيخ ومن جهة المعارضة قالوا هم أيضا بكفر الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما كفر شيخه في التوحيد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ٤

ورسائل الشيخ رحمه الله تصير كل هذه الموافق وأن كلا منهم صار يكفر الآخر ويبدعه،


١ القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الرسائل الشخصية الرسالة رقم ٥ص ٣٨.
٢ المرجع السابق الرسالة رقم ٣٨ص ص ٢٧٣.
٣ القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الرسائل الشخصية الرسالة رقم ٢٢ص ١٥٨.
٤ المرجع السابق الرسالة رقم ٢ص ٢٠.

<<  <   >  >>