للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى أثر ذلك قمت المواجهات المسلحة بين الطرفين في حروب أهلية دامية بين أهل الدرعية وأهل الرياض ومنفوحة وبين أهل حريملاء فيها وبينهم وبين أنصار الدعوة فيها وبين خصومهم من بني عمهم وكذا الحال في ضرماء وصارت الحرب سجالا عدة سنين حتى أظهرا لله الدعوة الإصلاحية على خصومها وخضع الناس لإمامها.

٧- لما قامت الدعوة الصلاحية وانحاز أتباعها إليها وتألب خصومها ضدها بقيت فئات في المجتمع على الحياد إما لأنه لا يوجد فيها من مظاهر الشرك الممثلة في السادات والقبور والأشجار والأحجار والتبرك بها مثل منطقة القصيم أو لأنهم ليس لههم من الأمر شيء فهم لا يمارسون زيارة القبور ودعوة أصحابها. ولم ينكروا عليهم لعدم القدرة أو لعدم القناعة بأنها مظاهر شرك أو لأي سبب آخر. صاروا في الحياد أو لم يظهروا التأييد للدعوة بصورة عملية. وهنا بدأ الشيخ يقرر مبدأ مهما في الدين هو مبدأ: الولاء والبراء. فأبان بالأدلة الشرعية بأن هناك حزب الله تمثله حركة الإصلاح والتجديد وأنصارها، وهناك حزب الشيطان وهم جبهة المعارضة المتمثلة في خصومها من العلماء والأمراء والعامة الساعين لوأد الدعوة والقضاء على أهلها، وأن المسلم لا يتم إسلامه حتى يعلن موقفه من هذا الصراع فيعلن ولاؤه للدعوة الإصلاحية قبولا ومحبه ونصرة وتأييدا سرا وعلنا، ويعلن البراءة من الشرك وأهله. وساق الأدلة الشرعية في هذا الموضوع لرص الصفوف المؤمنة في وجه الخصوم وإحياء مبدأ شرعي ثابت. والرسالة التي بعث بها إلى الشيخ عبد بن علي ومحمد بن جماز في القصيم يحثهما فيها على تحقيق هذا المبدأ قال فيها: "وأهل القصيم غارهم أن ما عندهم قبب ولا سادات ولكن أخبرهم أن الحب والبغض والموالاة والمعاداة لا يصير للرجل دين إلا بها ما داموا لا يبغضون أهل فزلفى وأمثالهم فلا ينفعهم ترك الشرك ولا ينفعهم قول "لا إله إلا الله"١وذكر مثل ذلك في الرسالة التي بعث بها الشيخ إلى أهل الرياض ومنفوحة حينما كان في العيينة ٢. ولم يسلم له هذا الأمر من جهة


١ القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الرسائل الشخصية الرسالة رقم ٥١ ص٣٢٢.
٢ المرجع السابغ الرسالة رقم ٨ ٢ص١٨٨.

<<  <   >  >>