للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحقيقة الشفاعة هي طلب التجاوز عن الخطايا والسيئات والمعاصي والذنوب وقد عقد الشيخ محمد رحمه الله لها بابا في كتابه "كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العباد"١ سماه "باب الشفاعة"وقد قصد المؤلف من عقد هذا الباب بيان ما أثبته القرآن منها وما نفاها وأن الشرك يدخل على الناس من باب تعلقهم بأذيال الشفاعة مع إقامة الدليل على أن طلب الشفاعة من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله هو عين الشرك. وأن الشفاعة التي يظنها من دعا غير الله أنه يشفع كما يشفع الوزير عند الملك منتفية دنيا وأخرى ٢

وقد ذكر الشيخ رحمه الله أن الشفاعة نوعان هما:

*شفاعة منتفية وهي التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله قال رحمه الله: "فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يأتي فيسجد لربه ويحمده ولا يبدأ بالشفاعة أولا ثم يقال له ارفع رأسك ٠٠٠الحديث "٣

*وشفاعة مثبتة وهي التي تطلب من الله ولا تكون إلا لأهل التوحيد، ومقيدة بأمرين هما: إذن الله للشافع أن يشفع. ورضاه عن المشفوع له.

وذكر الشيخ عبد الرحمن بن قاسم في حاشية كتاب التوحيد أن الناس في الشفاعة ثلاث طوائف طرفان ووسط.

فطائفة أنكروها كاليهود والنصارى والخوارج المكفرين بالذنوب، وطائفة أثبتوها وغلوا في إثباتها حتى جوزوا طلبها من الأولياء والصالحين، وأهل السنة والجماعة أثبتوا الشفاعة الشرعية كما ذكر الله في كتابه ولا تطلب إلا من الله كأن تسأل الله تعالى أن يشفع فيك محمدا صلى الله عليه وسلم فإن الشفاعة محض فضل وإحسان ٤


١ حاشية الشيخ عبد الرحمن بن قاسم على كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب ص ١٣٣.
٢ المرجع السابق ص ١٣٣.
٣ المرجع السابق ص ١٤٠.
٤ المرجع السابق ص ١٣٣.

<<  <   >  >>