للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والذي قلب الناس علينا الذي قلبهم على سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم١ وذكر مثل ذلك في الرسالة التي بعث بها إلى أهل المغرب ٢ وذكر مثل ذلك في جوابه على رسالة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السويدي من علماء العراق. وزاد عليه سببا آخر أن دعوته خالفت عادة نشأوا عليها ثم قال: "فجعلوا قدحهم وعداوتهم فيما آمر به من التوحيد وأنهي عنه من الشرك ولبسوا على العوام أن هذا خلاف ما عليه أكثر الناس وكبرت الفتنة جدا"٣ وفي الرسالة العامة التي بعث بها إلى عامة المسلمين ذكر فيها الأسباب نفسها وزاد عليها شيئا آخر هو قوله "وأجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله"٤

وهذه النصوص من رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب تدل على أن ممارسة الدعوة لهذا المبدأ الشرعي كانت سببا من أسباب الاختلاف مع المعارضة سببا من أسباب الاجلاب عليها بالخيل والرجل وإظهار العداء لها ولأتباعها.

١- هدم البناء على القبور:

ومن الممارسات العملية التي اختلفت المعارضة فيها مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته هو أنها اتبعت الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك وإنكار ما يفعله العامة عند القبور من دعوة أصحابها وصرف شيء من أنواع العبادة عندها لغير الله، والبناء على القبور وإيقاد السرج عندها، وإغراء العامة بزيارتها لهذه المظاهر التي فيها تزيين الباطل وتوفير الذرائع الموصلة إليه اتبعت هذه الدعوة بإزالة البناء على القبور كما فعلت بقبة زيد بن الخطاب في الجبيلة، ومنع إيقاد السرج عندها أو تجصيصها أو رفعها عما حده رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، فقامت عليهم قيامه الناس زاعمين أن هدم القباب على القبور خروج على ما عليه العمل في مختلف الحواضر الإسلامية في مصر والشام والعراق والحرمين الشريفين وغيرها من غير نكير. ولأن في هذا العمل إهانة للأولياء والصالحين وتقليلا من شأنهم وامتهانا لحرمتهم، وإزالة لمعالم الآثار الكريمة


١ القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الرسائل الشخصية الرسائل رقم ص ٤٤.
٢ المرجع السابق الرسالة رقم ١٧ص ١١٤.
٣ المرجع السابق الرسالة رقم ٥ص ٣٦.
٤ المرجع السابق الرسالة رقم ٢٢ص ١٥٠.

<<  <   >  >>