للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذا هو الذي أو جب الاختلاف بيننا وبين الناس حتى آل بهم الأمر إلى أن كفرونا وقاتلونا واستحلوا دماءنا وأموالنا حتى نصرنا الله عليهم وظفرنا بهم ١

١- إقامة الحدود:

ومعروف تاريخيا بأن الشيخ بدأ تطبيق الحدود الشرعية في العيينة في فجر الدعوة فرجم الزانية بها كما ذكر ذلك مؤرخو نجد مثل ابن غنام وابن بشر وغيرهم أنه جاء امرأة تطلب منه إقامة الحد عليها وأرب عنده بالزنا أربع مرات في أربعة أيام ولما تأكد الشيخ من توفر شروط إقامة الحد عليها وانتفاء الموانع أمر بها فرجمت حتى ماتت. وهذا يدل على مدى صدق التدين لديها والإقبال على الله، وعلى أثر الدعوة في الناس التي جعلتهم يقبلون بالحق والتطهير ولو كان في ذلك الموت الزؤام. كما أن إقامة هذا الحد في هذه المنطقة لأول مرة في تاريخ هذه الدعوة الإصلاحية أحدثت هزة عنيفة في صفوف المعارضة بلغت آثارها آفاق الأرض حتى جاءت التهديدات الشديدة من حاكم الاحساء لأمير العيينة ما لم يقتل هذا المطوع أو يخرجه من بلاده على الفور مما جعل الأمير عثمان بن معمر يحجم عن تحمل تبعات هذه الدعوة إذ رأى أن المعارضة بما لها من قوة كبيرة فوق قدرته وطاقته، وأنه إذا استمر في إيواء الشيخ يعرض نفسه وإمارته لأشد الأخطار. وعلى الرغم من أن الشيخ رحمه الله حاول ثنيه وتهدئة روعه ووعده مع الثبات بالنصر المؤزر على خصومه، وأن الدعوة ستتقدم وتصل إلى عقر دار المتكبرين في الأرض بغير الحق فإن عثمان بن معمر كان غير واثق من هذا النصر ولا آمن على نفسه وإمارته ففضل السلامة وأخرج الشيخ وهم بقتله والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

٢- قطع الأشجار التي يتبرك بها الناس:

وكان من المعروف في تاريخ نجد عند قيام دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن هناك أشجارا في نجد يقصدها الناس للتبرك بها مثل "شجرة الذئب" في العيينة


١ القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الرسائل الشخصية الرسالة رقم١٧،ص١١٤.

<<  <   >  >>