وجد في بعض الأوساط في نجد عند ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من كان ينظر إلى المرأة نظرة دنيوية في الميراث وتفضيل بعض الورثة على بعض حسب الهوى والمحبة ولهذا يلجأون إلى التحايل على هذه الفئات ليقسموا كل أموالهم بين ورثتهم على هواهم فرارا مما فرضه الله لكل وارث من نصيب مقدر، فيوقفون أوقافا حيلة يتوسلون بها إلى هذه الغرض الخبيث الذي تغير به أحكام الميراث، ووجد في عصرهم من يرى أن هذه الأوقاف التي يتوسل بها إلى حرمان ذي حق من حقه، وإعطاء وارث آخر أكثر من نصيبه المقدر، أن هذه الحيلة صدقة بر تقرب إلى الله. وقد تضمنت الرسالة الثانية عشرة من الرسائل الشخصية للشيخ محمد بن عبد الوهاب ص ٧٨-٧٩ مناقشة هذه القضية مناقشة علمية مستفيضة وسمى هذه الحيلة بالبدعة الملعونة ثم قال:"من أعظم المنكرات وأكبر الكبائر تغيير شرع الله ودينه والتحيل على ذلك بالتقرب إلى الله وذلك مثل أوقافنا هذه إذا أراد أن يحرم من أعطاه الله من امرأة أو امرأة ابن أو نسل بناة أو غير ذلك أو يعطي من حرمه الله أو يزيد أحدا عما فرض الله أو ينقصه من ذلك ويريد التقرب إلى الله بذلك مع كونه مبعدا عن الله فالأدلة على بطلان هذا الوقف وعوده طائعا وقسمة على قسم الله ورسوله أكثر من أن تحصر".
فإبطال الشيخ مثل هذه العقود الجائرة التي تحل حرام وتحرم حلالا، وتؤكد حق المرأة والقاصر من الأبناء والضعيف من الورثة، ولاسيما بين العامة والبوادي وأهل القرى الذين تغلب عليهم نزعة الجاهلية، جعلت الناس يشتدون في المعارضة ويختلفون مع قادتها ومبادئها التي صارت تغير بعض ما كان سائدا في حياتهم وتألفه نفوسهم، ولهذا أثره في إلهاب حماس العامة وإثارة نخوة الجاهلية ضد الشيخ ودعوته الإصلاحية.
ومن أجل هذا وغيره بدأت المعارضة حملة إعلامية دعائية ضد هذه الدعوة وصاحبها وتشكيك الناس فيها وإعطاء صورة سيئة عن مبادئها وإثارة كثير من الشبهات حولها وحول إمامها نجمل أهمها في الفقرة التالية.