للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقاليم نجد، ثم أخذ يمتد نفوذها في كل الاتجاهات حتى بلغت في عهد الإمام سعود الكبير إلى الحرمين الشريفين والخليج العربي وعمان ورأس الخيمة. وبذلك تكونت في العصور الأخيرة أول دولة إسلامية قوية في قلب شبه الجزيرة العرب يحسب لها كل حساب أعز الله بها الدين ووحد بها الأمة وأمن بها الطريق وأقام بها العدل وحراسة الدين فكان ذلك ثمرة من ثمار الجهاد في سبيل الله.

١- توحيد نجد وبعض أجزاء شبه جزيرة العرب في دولة إسلامية مستقلة:

بدأت الدعوة الإصلاحية في تطبيق مبدأ الجهاد في سبيل الله على قلة من العدة والعدد والخبرة كما أسلفنا في النص التاريخي السالف ولكن ظلت الدعوة الإصلاحية تستقطب الأنصار وتستقبل المهاجرين من طلاب العلم وأهل الدين وتقدم لهم كل عون ومساعدة حتى التف حولها الناس تباعا وقويت بها شوكة الجهاد وتأيد بها مقر الدعوة وقادها الجهاد من نصر إلى نصر أكبر منه حتى طويت صفحات الإمارات الصغيرة المستقلة المنتشرة في عرض البلاد وطولها في دولة إسلامية سلفية ذات دعوة إصلاحية نامية وجهاد في سبيل الله مستمر، فتوحدت تحت راية هذه الدعوة إمارات العارض ثم تبعها أقاليم نجد إقليم بعد آخر حتى امتد نظر الدعوة إلى الحرمين الشريفين وأطراف الجزيرة العربية وبادية الشام والعراق في تلاحم شديد بين السياسة والدين وبين أمور الدنيا والآخرة على السواء. وقد كان في أخلاق أصحاب هذه الدعوة وأتباعها وإخلاصهم وصدقهم في دعوتهم وإخوانهم في الدين وحرصهم على تحقيق العدل في ظل شريعة الإسلام ما جعل الناس تلتف حولهم وتفتح لهم صدورهم إلى جانب بلادهم وتشاركهم مهمة الإصلاح والجهاد في سبيل الله.

يقول صاحب عنوان المجد في تاريخ نجد: "فلما استقر في الدرعية تسلل إليه شيعته الذين في العيينة ومن ينتسب إلى الدين ومعهم أناس من رؤساء المعامرة معاكسين لعثمان بن معمر وهجروا إلى الدرعية أو أناس ممن حولهم من البلدان لما

<<  <   >  >>