للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العامر. كما كانت جيوشهم تقوم من وقت لآخر بتهديد باشوية بغداد بل وبغداد نفسها في بعض الأحيان"ثم قال: "وكان الوهابيون قد عززوا مراكزهم في عمان بأن احتلت قواتهم – من قاعدتهم المتقدمة في البريمي – بعض القالع في إقليم الشمايلية"١وقال صاحب كتاب حاضر العالم الإسلامي عن هذه الدعوة في عام ١٨١٤م: "وبينما كان ابن السعود سنة ٨١٤م يعد العدة لفتح سوريه وهمته متينة كان يخيل إلى العالم منه أن الوهابيين متدفقون على الشرق تدفقا وصانعون ما شاءه الله من الإصلاح في الإسلام"٢ وقال أيضا في موضع آخر: "وخلال جيل تلا اتسعت الدعوة الوهابية بأفقها ومضطربها اتساعا كبيرا وتطورت تطورا عظيما حتى صالت تعرف باليقظة الإسلامية٣

ولما اكتمل بناء هذه الدولة الإسلامية وتوطدت أركانه صارت خير مثل لتطبيق ما نادت به من مبادئ وأهداف إسلامية واضحة المعالم، فأخذت تطبع الحياة في كل جوانبها بطابع الإسلام في حدود الإمكانات المتاحة.

١- ربط الحياة بالدين:

أهداف الدعوة الإصلاحية في نجد كانت معلنة في بدء قيامها يوم أن كان إمامها يعرض نفسه ودعوته على الأمراء في نجد، وهي أهداف واضحة المعالم محددة الغاية إسلامية الهدف والوسيلة – فقد قال إمام الدعوة للأمير عثمان بن معمر أمير العيينة لما أمره قائد الاحساء سليمان بن محمد بن غرير الحميدي إخراج الشيخ من العيينة قال رحمه الله: "إن هذا الذي أنا قمت به ودعوت إليه كلمة لا إله إلا الله وأركان الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن أنت تمسكت به ونصرته فإن


١ دليل الخليج القسم التاريخي، تأليف ج. ج. لوريمر ج ١ص ٣٠٣.
٢ حاضر العالم الإسلامي تأليف لوثروب ستيوارد الأمريكي ج١ ص ٢٦٢.
٣ المرجع السابق ج١ ص ٢٦٢.

<<  <   >  >>