للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنه رحمه الله كان عهده عهد حروب ومعارك جهاد ولم يتفرغ فيها للإصلاحات الداخلية ولم تتوافر له الوسائل التي توفرت لأبنائه عبد العزيز وسعود. وهو من أفضل القادة السياسيين في هذه الدعوة الإصلاحية وعن طريقه عبرت الفضائل العديدة والشمائل الكريمة لخلفائه في الأمر من بعده.

أما الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود فهو الشخصية الثالثة في هذه السلسلة الوضيئة من قادة الإصلاح في نجد. وفي معرض الحديث عن سيرته الذاتية وأعماله قال المؤرخ عثمان بن بشر رحمه الله: "وكان لا يخرج من المسجد بعد صلاة الصبح حتى ترتفع الشمس ويصلي فيه صلاة الضحى. وكان كثير الرأفة والرحمة بالرعية وخصوصا أهل البلدان بإعطائهم الأموال وبث الصدقة لفقرائهم والدعاء لهم والتفحص عن أحوالهم"١

وفي مجال صدقه في دعوته وإخلاصه لأمته يقول ابن بشر رحمه الله: "وقد ذكر لي بعض من أثق به أنه يكثر الدعاء لهم في ورده قال: وسمعته يقول: اللهم ابق فيهم كلمة لا إله إلا الله حتى يستقيموا عليها ولا يحيدوا عنها"٢

وفي مجال العدل وتحقيقه في جباية الزكاة، يقول ابن بشر رحمه الله: وكان يوصي عماله بتقوى الله وأخذ الزكاة على الوجه المشروع وإعطاء الضعفاء والمساكين ويزجرهم على الظلم وأخذ كرائم الأموال"٣ وفي مجال الزهد في المال يقول ابن بشر رحمه الله: "وأتى إليه يوما خمس وعشرون حمل من الريالات فمر عليها وهي مطروحة فنخسها بسيفه وقال: "اللهم سلطني عليها ولا تسلطها علي ثم بدأ في تفريقها"٤

وفي موضع آخر قال عن أئمة هذه الدعوة في نهاية حديثه عن سيرة الإمام عبد العزيز بن محمد: "وبالجملة فمحاسنهم وفضائلهم أشهر من أن تذكر وأكثر من أن تحصر ولو بسطت القول في وقائعهم وغزواتهم وما مدحوا به من الأشعار وما قصد


١ عنوان المجد في تاريخ نجد للشيخ عثمان بن بشر ج ١ص ١٢٦.
٢ عنوان المجد في تاريخ نجد للشيخ عثمان بن بشر ج ١ص ١٢٦.
٣ عنوان المجد في تاريخ نجد للشيخ عثمان بن بشر ج ١ص١٢٩.
٤ المرجع السابق ص ١٣٠.

<<  <   >  >>