للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يراه الناس في حياتهم قولا وواقعا متحركا يأخذ ويعطي ويترجم الأقوال إلى أفعال وأعمال محسوسة، فكان الشيخ محمد بن عبد الوهاب مثالا في الزهد والتقى والورع والثقة بما عند الله قواما في الليل ومجاهدا في النهار صادعا بكلمة الحق ومستيقنا بالنصر باذلا للمال في وجهه بذل من لا يخشى الفقر قائما على مصالح الناس وسد حاجاتهم أمينا على ما تحت يده وقد مر النص التاريخي عن رعايته رحمه الله لأتباعه المهاجرين إليه واعتبار طلاب العلم عنده بمنزلة أولاده فعلاقته بالله متصلة ونفعه للناس مستمر وتجرده من الأنانية وحب الذات وإخلاصه في دعوته أمر يفوق الوصف وأثره بحياته العملية وسيرته الذاتية انعكس على أتباعه وكبار شيوخ مدرسته من القادة السياسيين ومن العلماء والقضاة.

والإمام محمد بن سعود رحمه الله صورة أخرى عن الشخصيات القيادية الريادية الفذة في هذه المدرسة الإصلاحية بحياته الخاصة في صلته بربه وفي عدله في رعيته وفي إخلاصه في دعوته وصدقه في جهاده وبره برعيته وزهده بما في يده وعطفه على الناس ورعايته للفقراء والمساكين والمستضعفين وغيرته عند ما تنتهك حرمات الله وقوته في الحق.

ففي وصف ابن بشر لحياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وسيرته الذاتية قال رحمه الله: "وكان الشيخ رحمه الله تعالى كثير الذكر لله قل ما يفتر لسانه من قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وكان إذا جلس الناس ينتظرونه يعلمون إقباله إليهم قبل أن يروه من كثرة لهجته بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير وكان عطاؤه عطاء من وثق بالله لا يخشى الفقر بحيث إنه يهب الزكاة والغنيمة في موضع واحد لا يقوم ومعه منها شيء ويتحمل الدين الكثير لأضيافه وسائر الوافدين إليه وعليه الهيبة العظيمة التي ما سمعنا بها اتفقت لغيره من العلماء والرؤساء وغيرهم"١

والإمام محمد بن سعود رحمه الله كانت حياته مثالا في التقوى والصلاح والصدق للدعوة والإيمان بالجهاد في سبيلها وكانت سيرته الذاتية ناصعة البياض، غير


١ عنوان المجد في تاريخ نجد للشيخ عثمان بن بشر ج١ ص ٨٩.

<<  <   >  >>