للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأخذ والعطاء وغير ذلك هو مد البصر، ولا تسمع فيه إلا كدوي النحل من النجناج وقول بعث وشريت والدكاكين على جانبيه الشرقي والغربي

ويقول المؤرخ الأمريكي في تاريخه المعروف بحاضر العالم الإسلامي في وصف الدولة السعودية الأولى: "وكانت حكومته على عنفها مكينة عادلة فانقطع التعدي وأمن الناس السرقات وانتشر الأمن وسادت الطمأنينة والراحة"٢

فهذه النقول التاريخية تدل بجلاء على ما وصلت إليه الدولة السعودية الأولى التي قامت على الإصلاح والتجديد الديني من مستوى في الأمن النفسي والاجتماعي وتامين السبل وتحقيق العدل وأفاء الله على أهلها من نعم كثيرة وخيرات وفيرة وسعادة للإنسان في ظلها الوارف وأمنها الممتد والله بالغ أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

١- القدوة الحسنة في القيادة:

السير الذاتية لأئمة هذه الدعوة الإصلاحية التجديدية تعكس مدى إيمان قادة هذه الحركة بمبادئها الإسلامية وعملهم من أجلها وصبغ حياتهم بها وتحدد مقدار الربط بين المبادئ النظرية والتطبيق العملي، في واقع الحياة بدءا بالذات وانتهاء بالسير العامة في مختلف جوانب الحياة.

وسير قادة هذه الحركة الإصلاحية هي الواقع لوحة مضيئة تنضح بالصدق والإخلاص والإيمان والعمل لمرضاته، وتجسد الحياة الإسلامية في صورة بهية تعطي من ذاتها القدوة الحسنة والسيرة الحميدة، وتقيم المثل الأعلى الشاخص الذي


١ المرجع السابق ج١ ص ١٣، ١٤.
٢ حاضر العالم الإسلامي تأليف المؤرخ لوتروب ستيودار ترجمة عجاج تويهض تعليق الأمير شكيب رسلان ج ١ ص ٢٦٢.

<<  <   >  >>