للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبإحياء هذه الفريضة الإسلامية العظيمة صارت معلما شامخا في هذه الدعوة الإصلاحية يؤمن بها أصحاب هذه الدعوة ويمارسونها في الحياة ويستثمرونها في خدمة الدين حتى صار لهم فيها فقه دقيق وممارسة صادقة. ولهذا فإن من أبرز صفات أئمة هذه الدعوة أنهم آمرون بالمعروف ناهون عن المنكر. ففي ذكر سيرة الإمام سعود بن عبد العزيز رحمه الله تعالى: يقول ابن بشر رحمه الله: "وكان رحمه الله تعالى آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر كثير الحض على ذلك في مجالسه ومراسلاته للمسلمين ناصرا لأهله محببا إليه أهل العلم وطلبته"١

وعبر تاريخ هذه الحركة فإن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر هم من أهل العلم بالدين والتمسك به من القضاة والمعلمين والوعاظ وأئمة المساجد والخطباء وأهل الدين والورع والصالحين من الأمراء والولاة، والواقعون في المنكر هم من العامة والجهلة والفساق وذوي الرقة في الدين أو المترفين وأهل النعمة.

وهذه الفريضة يعدها بعض العلماء من أركان الإسلام لعظم أمرها وقوة أثرها. وفي الأثر: "إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن " ولهذا فقد مكنت هذه الفريضة للدين في نفوس الناس وكونت حسا مميزا عند الأفراد والعامة والخاصة للتفريق بين المعروف والمنكر واعتبار المعروف فضيلة والمنكر رذيلة. وأقامت واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كأصل من أصول الدين وشعيرة من شعائره لا يجوز التخلي عنها بحال من الأحوال.

١- إحياء مبدأ الولاء والبراء في الدين:

الإسلام بشعائره المختلفة كالجسد الواحد لا يؤدي وظيفته في الحياة إلا إذا سلمت كل أعضائه الأساسية ووجدت له البيئة الصالحة لنموه والدعوة الإصلاحية في نجد تحقق لها قدر كبير من النجاح لأنها أخذت في الإصلاح بكل شعائر الإسلام وأساسياته، وأوجدت له المناخ الملائم لنمو الفضيلة في ظله.


١ عنوان المجد في تاريخ نجد للشيخ عثمان بن بشر ج١ ص ١٧٦

<<  <   >  >>