هذا وإن أنس فلن أنسى جهود شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ فقيه الديار السعودية في حياته وإخوانه عبد اللطيف بن إبراهيم وعبد الملك بن إبراهيم في نشر العلم الشرعي ورعاية طلابه وإيقاف حياتهم على هذه المهمة العظيمة علما وتعليما ودعوة وعملا بذلك العلم ومرجعا في معرفة شئون الدين والدنيا. وكانت حياة كل واحد منهم منظمة حتى تستطيع أن تعرف حال كل واحد منهم في كل ساعة من ساعات ليله ونهاره فوقتهم مبرمج بين العلم والتعليم والدعوة والقضاء وحل مشكلات الناس في المواريث والأموال وتوثيق المكاتبات والمبايعات وغيرهم.
وكان مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم وأربطة طلاب العلم وحلقات الدروس فيه في مستويات مختلفة بين المبتدئين والمتوسطين والمنتهين أشبه بجامعة هم شيوخها تخرج القضاة والدعاة والعلماء من مختلف الأقاليم وذلك قبل التعليم النظامي.
ولما بدأ التعليم النظامي في المملكة بادروا إلى تأسيس أول مؤسسة تعليمية تعني بالعلوم الشرعية واللغة العربية في الرياض وكانت نواتها المعاهد العلمية وكليات الشرعية فيما بعد جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
وقد خرجت هذه المؤسسة الرعيل الأول من العلماء والأدباء ورجال الفكر. وكان لعناية الشيخ محمد رحمه الله بهذه المؤسسة وتعاهدها بالرعاية وحسن اختيار الأساتذة والمناهج ورعاية الخريجين منها أكبر الأثر في نجاح هذه المؤسسة وإغنائها البلاد بحاجتها من الخريجين في هذه المجالات المهمة مما يدل على بعد النظر وحسن الرعاية. وقد عاصرت الدراسة في حلقات الشيخ محمد وأخيه عبد اللطيف في بدء حياتي العلمية ثم انتقلت إلى المعاهد ثم كلية الشريعة وخبرت كل هذه الجهود رحمهم الله رحمة واسعة وجعل مثواهم آمين إذ هم خير الأمثلة على جهود مدرسة الإصلاح والتجديد.
والشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز هو واحد من الأمثلة الشاخصة الحية لبقايا طلاب المدرسة الإصلاحية. وهو من يعرفه الجميع في جهاده وعلمه وصبره