للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رحمه الله تعالى لم يكن بهذا يضع فروضا الأمور لم تقع ولكنه يعالج انحرافات كانت قائمة في وقت دعوته ويرى أن هذه الطواغيت هي السبب في انحراف الناس في عهده. ولهذا أكد على وجوب الكفر بالطاغوت‘ووصف مصادر الانحراف بهذا الوصف الشنيع لتنفير الناس منها وتأمل مواقفها.

وعلى هذا الأصل من أصول الدعوة فرع الشيخ فروعا وأصدر فتاوى بحق بعض معاصريه ممن ينصبون أنفسهم طواغيت في أي نوع من أنواع العبادة أو الاتباع في الباطل أو الطاعة في المعاصي ولهذا قال رحمه الله: "ومسألة سادسه: وهي: افتائي بكفر شمسان وأولاده ومن شابههم وسميتهم طواغيت وذلك أنهم يدعون الناس إلى عبادتهم من دون الله عبادة أعظم من عبادة اللات والعزى بأضعاف وليس في كلامي مجازفة بل هو الحق"١.

٧- الدعوة إلى تعظيم الكتاب والسنة:

ومن أصول هذه الحركة الدعوة إلى أخذ الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية كتابا وسنة, وتقديمهما على أقوال الرجال وأن يرد الحكم إليهما عند التنازع‘ ذلك أن هذه الدعوة المباركة قامت في فترة زمنية فشا فيها الجهل بالنصوص الشرعية وجمد فيها الفقهاء على مختصرات في الفقه خالية في الغالب من الدليل أو التعليل وبالغ الناس في تعظيم هذه المختصرات وتقليد مؤلفيها من المتأخرين في كل مذهب حتى صار لا يؤخذ الحكم الشرعي إلا منها، ولا يقبل إلا ما وافقها. وماعداه فيرفض ويرد على صاحبه. ويقول علماء عصره إننا غير مؤهلين للأخذ المباشر للأحكام الشرعية من الكتاب والسنة, وأئمتنا أعلم منا بذلك, وقد اختاروا لنا هذه الكتب المؤلفة في المذهب فلا نتعداها إلى غيرها ولو كان الدليل الشرعي


١ القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الرسائل الشخصية الرسالة رقم ١١ص ٧٥.

<<  <   >  >>