للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكان من أصول هذه الدعوة الإصلاحية تعظيم الكتاب العزيز والسنة النبوية المطهرة, ورفع مقامهما في نفوس الناس, وجعل الرد إليهما عند التنازع أمر مقررا, مع الاحتفاظ بمقام فقهاء الإسلام في كل مذهب وتقدير جهودهم واحترام أعمالهم إلا أنهم بشر يصيبون ويخطئون ولكل واحد منهم أعذاره الكثيرة في القول أحيانا على خلاف مقتضي الدليل, وهم مأجورون على اجتهادهم في حالة خطئهم أجرا واحدا, وأجرين إذا وافقوا الحق وأخذوا بالدليل.

ومع أن الشيخ محمد بن العبد الوهاب لا يدعي الاجتهاد ويقرر في كثير من رسائله بأنه في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حبل رحمه الله إلا أنه يؤكد أنه مع الدليل الشرعي إذا ظهر له ولو خالف المذهب, وأنه يدعو الناس إلى الاجتهاد في الفقه واستكمال أدواته, وأنه يرى أن الزمان لا يخلو من مجتهد قائم لله بحجته على الخلق كما هو معروف عند الحنابلة رحمه الله, ويرى أن على طالب العلم أن يطلع على كلام العلماء وأدلة كل فيما ذهب إليه وأن يحتاط لنفسه, ولا يعدل عن الدليل الشرعي لأي مذهب, ويأخذ بالمذهب متى كان الدليل معه أولم يظهر مخالفته للدليل.

ولهذا فإن هذه الدعوة قد أعادت للنصوص في نفوس أتباعها مكانتها واحترامها وتقديمها وجعلها الحاكمة على كل الأقوال المعصومة وحدها من الخطأ وأن الناس مهما علت منازلهم فإنهم بشر عرضة للخطأ والجهل والزلل.

٨- إقامة دولة إسلامية:

ومن أصول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إيجاد دولة إسلامية, تقوم بوظيفتها في الحياة في نشر العلوم الشرعية وإعداد الدعاة والقضاة وإقامة الحدود وحراسة الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفع راية الجهاد في سبيل الله وتحقيق الأمن وإقامة العدل وتأمين السبيل وإلزام الناس بالحق في أمور الذين والدنيا ورعاية, مصالح الأمة, والمحافظة على الضروريات الخمس التي عرف من الشرع

<<  <   >  >>